أعلنت إيران أمس، نيتها تشييد اربع محطات نووية جديدة، معتبرة أن «إرادتها انتصرت» خلال مفاوضاتها في جنيف مع الدول الست المعنية بملفها النووي، والتي أفضت إلى إبرام اتفاق وصفته بأنه «بيان سياسي». وقال رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي إن بلاده تتفاوض مع دول، بينها روسيا، لتشييد 4 مفاعلات نووية، قوة كل منها ألف ميغاوات، تُضاف إلى مفاعل «بوشهر» الذي تبلغ قوته تلك النسبة، بحيث تنتج 5 آلاف ميغاوات. وأضاف: «سنشهد السنة المقبلة بداية أعمال لتشييد محطة نووية جديدة في بوشهر. الروس مستعدون لتشييد (محطات نووية) قوتها 4 آلاف ميغاوات». وذكر انه وجّه رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، تطلب تخصيص اعتمادات في موازنة السنة المقبلة، لتوسيع المحطات النووية، مضيفاً أن مجلس الشورى (البرلمان) «كلّف المنظمة اتخاذ تدابير تمهّد لتشييد محطات نووية قوتها 20 ألف ميغاوات من الطاقة الكهروذرية»، أي «تشييد 20 محطة مثل محطة بوشهر الكهروذرية». واعتبر صالحي أن «تصريحات (الغربيين) توحي بأنهم لا يريدون أن تملك ايران مفاعل الماء الثقيل في آراك، لكن عليهم أن يعلموا أن ذلك خط احمر، مثل تخصيب اليورانيوم. مفاعل آراك لا ينتج البلوتونيوم التي يمكن استخدامها لصنع قنبلة (ذرية)، وننوي تشييد مفاعلات أخرى تعمل بالماء الثقيل». وشدد على حاجة طهران إلى تطوير برنامجها النووي، خصوصاً التخصيب، لتزويد «محطاتها وقوداً». وينص اتفاق جنيف على وقف إيران أي «نشاط» في آراك. أما رئيس الوفد الإيراني في مفاوضات جنيف نائب وزير الخارجية عباس عراقجي فقال إن «اتفاق جنيف لا يمكن اعتباره نصاً حقوقياً يحمل تعهدات ملزمة، (بل) يشبه اكثر بياناً سياسياً ينفذ بموجبه الطرفان تدابير طوعية خلال فترة محددة». وأضاف: «هذا الاتفاق هو نتيجة تجارب كل المفاوضات السابقة لإيران على مدى السنوات الثلاثين الماضية. وفي أي لحظة نرى أن الطرف الآخر لم يلتزم بتعهداته، سنعود فوراً إلى نقطة البداية. لسنا متفائلين إزاء الجانب الآخر، نحن متشائمون وابلغنا (الغربيين) أننا لا يمكن أن نثق بهم». وتطرّق إلى نص نشره الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض، عن الاتفاق وتخصيب اليورانيوم في إيران، واصفاً إياه بأنه «تهريج إعلامي»، قائلاً: «الطرف الذي يثير ضجة اكثر خلال المفاوضات، المعلوم انه قدم تنازلات اكثر». وتابع: «بعد عشر سنوات مقاومة وستة قرارات لمجلس الأمن وعقوبات اقتصادية، توصلنا إلى اتفاق يتضمن حق تخصيب اليورانيوم الذي سيبقى إلى الأبد خطاً أحمر بالنسبة إلينا. إرادتنا انتصرت خلال المفاوضات. لدينا حق في التخصيب، ولن ننتظر أن يعترف به احد أو لا يعترف به. وزير الخارجية الأميركي جون كيري يفسّر اتفاق جنيف كما يشاء». وذكر عراقجي أن قضية منشأة آراك للماء الثقيل «واضحة بالنسبة إلينا، ويجب أن تبقى. برنامجنا النووي لن يتراجع إلى وراء، (بل) سيتوقف تطويره من الناحية الكمية فقط». واعتبر أن اتفاق جنيف «حافظ على هيكلية برنامجنا النووي، فيما تصدّعت هيكلية العقوبات». وزاد: «فوضنا مجلس الشورى (البرلمان) إلغاء الاتفاق، إذا رأى انه لا يخدم المصالح الوطنية، وهذا امتياز ضخم لإيران». وأعلن عراقجي أن خبراء من إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) سيلتقون بعد أيام ل «التوصل إلى آلية لتنفيذ» اتفاق جنيف، معتبراً أن الجانبين «يحتاجان إلى أسابيع لتبنّي الخطوات المبدئية» في هذا الشأن. إلى ذلك، أعلنت السلطات الإيرانية «إبطال عبوة ناسفة وُضعت على أنبوب النفط بين عبدان ومهشهر» في جنوب غربي البلاد قرب الحدود مع العراق.