أقر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية هوليداي أن إنشاء مفاعل بوشهر الإيراني وتزويده بالوقود النووي الروسي لا يزيدان خطر الانتشار النووي. لكنه شدد، في أول رد فعل أمريكي على الافتتاح، على أن المفاعل المخصص لأغراض سلمية "يبرز عدم حاجة إيران لإمكانيات تخصيب من صنع محلي إذا كانت مقاصدها سلمية بالفعل". وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية البريطاني أليستر برت قد أعلن في وقت سابق أن بلاده لطالما احترمت حق إيران في تطوير برنامج مدني للطاقة النووية، لكنه أكد على بقاء المخاوف من طبيعة البرنامج الإيراني. وأضاف أن المشكلة تكمن في رفض إيران التجاوب مع وكالة الطاقة الذرية والمجتمع الدولي، ومواصلتها تخصيب اليورانيوم ومشاريع الماء الثقيل بوصفها مشاريع سلمية. وأشار الوزير البريطاني في أول رد فعل على تشغيل المفاعل إلى أن العقوبات الغربية المفروضة على طهران بسبب برنامجها النووي لم يكن هدفها الحيلولة دون إنشائه. وكان خبراء إيرانيون وروس قد بدؤوا اليوم تغذية مفاعل محطة بوشهر الإيرانية بالوقود النووي، في حضور مراقبين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية استعداداً لتشغيل أول محطة نووية إيرانية. وتستغرق عملية وضع قضبان الوقود النووي في أماكنها بالمفاعل من أسبوع إلى عشرة أيام، وباكتمالها يكون المفاعل دخل مرحلة التشغيل فعلياً. وقدر مسئولون إيرانيون بدء إنتاج الكهرباء من المفاعل بعد شهرين أو ثلاثة، مع العلم أن قدرته على الإنتاج عند اكتماله ستصل إلى ألف ميجاوات. يُشار إلى أن الوقود النووي الذي ستزود موسكو المفاعل به لمدة عشرة أعوام يتميز بانخفاض نسبة تخصيبه إلى ما دون 90%، وهي النسبة الصالحة للأسلحة النووية. وعقب البدء في عملية تغذية المفاعل بالوقود النووي، وقّع رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي ونظيره الروسي سيرجي كيريينكو على بروتوكول تشغيل محطة بوشهر النووية. وقدم صالحي خلال مؤتمر صحفي الشكر للجانب الروسي على تعاونه مع إيران، مؤكدا أنه يوم تاريخي وأن إقامة المفاعل ترمز إلى "صبر إيران ومقاومتها للضغوط الغربية". وأبلغ رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية وكالة "مهر" المحلية أن بلاده وقعت اتفاقا مع روسيا السبت لتزويدها بنظائر مشعة "وفقا لاحتياجاتها" مضيفا أن هذا النوع من النظائر سيتم إنتاجه داخل المفاعلات الإيرانية. أما المسئول الروسي فقال إن العد التنازلي لتشغيل محطة بوشهر قد بدأ، وهنأ إيران بانطلاق العمل بالمفاعل. وتعود فكرة مفاعل بوشهر الواقعة على الخليج إلى عام 1974 عندما تعاقد شاه إيران محمد رضا بهلوي مع شركة ألمانية غربية لإنشائه، لكنها أعلنت انسحابها منه إثر انتصار الثورة الإيرانية عام 1979. وعام 1995 وقعت طهران مع موسكو اتفاقا لإنشاء المفاعل مقابل مليار دولار أمريكي، لكن الأخيرة تباطأت في تنفيذه لأسباب أرجعها محللون روس برغبة موسكو بالضغط على طهران لتليين موقفها بشأن برنامجها النووي.