طهران، فيينا – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس، أن طهران دعتها إلى تفتيش منشأة آراك التي يمكن أن تنتج بلوتونيوم يتيح صنع قنبلة نووية. ونبّهت الوكالة إلى أنها ستحتاج إلى «وقت ومزيد من المال» لمراقبة تطبيق اتفاق مرحلي أبرمته في جنيفإيران والدول الست المعنية بملفها النووي. وافادت وكالة (فرانس برس) مساء ان 7 قتلى وعدداً من الجرحى سقطوا جراء زلزال ضرب منطقة مفاعل بوشهر النووي المطل على الخليج. واعتبر دنيس روس، المستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما حول إيران والشرق الأوسط، أن اتفاق جنيف «ليس اختراقاً أساسياً ولا استسلاماً»، بل آلية «توقف الساعة النووية الإيرانية ستة أشهر» للتفاوض على اتفاق شامل. وأبلغ «الحياة» أن الولاياتالمتحدة «لن تبيع حلفاءها أو تبرم صفقة على حسابهم». في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لدى استقباله نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في طهران أمس، أن إيران «تولي أهمية فائقة للعلاقات الثنائية مع دول الجوار، خصوصاً دولة الإمارات الصديقة والشقيقة». واعتبر أن «الأجواء متاحة لتطوير التعاون بين البلدين»، وحضّ دول المنطقة على «التعاون لمواجهة الإرهاب والتطرف وإثارة الفتنة الطائفية». ونسبت وسائل إعلام إيرانية إلى الوزير الإماراتي إشارته إلى «آفاق مستقبلية وجديدة للعلاقات» بين أبو ظبي وطهران، مضيفاً: «كنا دوماً شريكاً لإيران ونعتزم الآن أن نكون شريكاً أكثر قوة». ورأى أن اتفاق جنيف «أثّر إيجاباً في كل دول المنطقة». في غضون ذلك، أبلغ المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو مجلس محافظيها أن الوكالة «تلقت دعوة من إيران لزيارة موقع آراك لإنتاج الماء الثقيل» في 8 كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وذكر أن الجانبين اتفقا على اتباع استراتيجية تدريجية، مشيراً إلى أن أمام طهران ثلاثة أشهر لتطبيق النقاط الست في «خريطة طريق» اتفق عليها الجانبان منتصف الشهر الجاري، يتيح توسيع عمليات التفتيش للمنشآت النووية في إيران. ولم تحصل الوكالة على تفاصيل في شأن تصميم منشأة آراك وتشغيلها، منذ عام 2006، ولم يُسمح لها بزيارته منذ عام 2011. وعلى رغم أن اتفاق جنيف ينص على ألا تزيد إيران «نشاطاتها» في آراك، أعلن ظريف أن بلاده ستتابع «البناء» في المنشأة، مستدركاً أن الأمر لا يتضمّن «إنتاج وقود نووي جديد أو تشييد منشآت جديدة». واعتبرت ناطقة باسم الخارجية الأميركية أن ما قاله ظريف لا ينتهك اتفاق جنيف، إذ نبّه إلى أن طهران ستمتنع عن تعزيز قدرات المنشأة. ودعوة إيران الوكالة الذرية في 8 الشهر المقبل، ليست جزءاً من اتفاق جنيف الذي ينيط بالوكالة توسيع عملياتها، لتأكيد التزام طهران تطبيق الاتفاق. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن ديبلوماسيين ترجيحهم ألا تتمكّن الوكالة من أداء هذا الدور، قبل كانون الثاني (يناير) المقبل. وتطرّق أمانو إلى هذه المسألة، مشيراً إلى أن الوكالة تدرس «طريقة تطبيق الاتفاق» الذي اعتبره «مهمة صعبة»، وقال: «هذا يتطلّب مبلغاً مهماً من المال والموارد البشرية. وأعتقد بأننا لا نستطيع تغطية كل شيء. هذا التحليل سيستغرق وقتاً. لا أستطيع أن أحدد متى سنكون مستعدين». واتهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الديموقراطي روبرت ميننديز إدارة أوباما باستخدام خطاب «مبالغ فيه» وأساليب «ترهيب»، لثني المجلس عن تشديد العقوبات على طهران، فيما يزور وزير الخارجية الأميركي جون كيري إسرائيل مجدداً الأسبوع المقبل، لمناقشة اتفاق جنيف الذي اعتبرته الدولة العبرية «خطأً تاريخياً». وأعلن رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أن بلاده ستزيد تخصيب اليورانيوم بنسبة 5 في المئة، بعدما جمّدت التخصيب بنسبة 20 في المئة. إلى ذلك، ضربت هزة أرضية قوتها 5.7 على مقياس ريختر، مقاطعة بوشهر جنوبإيران حيث وجود مفاعل نووي مدني. وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن الهزة لم تسبّب ضحايا، واقتصرت أضرارها على منازل والبنية التحتية.