بعد منعهم من إقامة صلاة الجمعة في أحد مساجد بنزرت (شمال) أول من أمس، اندلعت صباح أمس، مواجهات في محافظة الكاف الواقعة شمال غربي تونس بين عدد من المحسوبين على التيار السلفي الجهادي وقوات الأمن التي فرقت تظاهرة لهم، مستخدمةً الغاز المسيل للدموع. ومشّطت قوات الأمن المنطقة بحثاً عن مجموعة من السلفيين اعتدوا ليل أول من أمس، على مبنى مديرية الأمن في الكاف وذلك خلال احتجاجهم على توقيف أكثر من 15 من رفاقهم المطلوبين في قضايا مختلفة. ولم تشر المصادر الأمنية في المحافظة المحاذية للحدود الجزائرية إلى وجود اصابات إثر المواجهات، في حين شهدت المدينة انتشاراً أمنياً كثيفاً. وكانت محافظة الكاف شهدت في الأشهر القليلة الماضية اعتداءات استهدفت نقاط تفتيش حدودية ومنشآت أمنية، سقط ضحيتها عدد من عناصر الحرس الوطني (الدرك) والجيش. وتصنف وزارة الداخلية تنظيم «أنصار الشريعة» السلفي الجهادي ضمن المنظمات الإرهابية وذلك على خلفية ضلوع عناصر في عمليات مسلحة وعمليات اغتيال المعارضَيْن شكري بلعيد ومحمد البراهمي. على الصعيد السياسي، واصل الرباعي الراعي للحوار الوطني مشاوراته مع الفرقاء السياسيين للتوصل الى اتفاق حول شخصية رئيس الحكومة العتيدة. وأكدت قيادات في الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد) أن اللقاء المطول بين الأمين العام لاتحاد الشغل حسين العباسي ورئيس حركة «النهضة» الإسلامية الحاكمة راشد الغنوشي أعقبه «تفاؤل حذر من الطرفين» في خصوص إمكانية التوصل الى اتفاق حول شخصية رئيس الحكومة واستئناف الحوار مطلع الأسبوع المقبل. ويعتبر مراقبون أن المشاورات بين «الرباعي» وأحزاب الموالاة والمعارضة طالت أكثر من اللازم، بخاصة أن الحوار عُلِّق منذ شهر في ظل تدهور كبير للأوضاع الاقتصادية وتراجع مؤشرات البورصة وقيمة العملة.