أعلن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد) حسين العباسي، إثر لقاءه رئيس الجمهورية محمد المنصف المرزوقي مساء أول من أمس، إن الفرقاء بصدد التوصل إلى اتفاق حول الشخصية المرشحة لتولي رئاسة حكومة الكفاءات العتيدة نهاية هذا الأسبوع أو مطلع الأسبوع المقبل. وشدد العباسي على أن «المشاورات التي يجريها الرباعي الراعي للحوار الوطني تشهد تقدماً ملحوظاً»، معرباً عن أمله في استئناف الحوار مطلع الأسبوع المقبل من أجل تجاوز الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ اغتيال النائب المعارض محمد البراهمي. من جهة أخرى، جدد رئيس حركة «النهضة» الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم راشد الغنوشي تمسك حركته بالحوار الوطني، في حين صرح وزير شؤون المهاجرين، أحد قيادات «النهضة» حسين الجزيري بأن حركة «نداء تونس» (كبرى أحزاب المعارضة العلمانية) تسعى إلى عقد صفقة مع الحركة يتم بموجبها اقتسام السلطة بين الحزبين. وتحدثت تقارير إعلامية أخيراً عن إمكانية حدوث تقارب بين «النهضة» و «نداء تونس» خاصة بعد تعطل الحوار الوطني منذ ثلاثة أسابيع والزيارات المتزامنة التي قام بها كل من راشد الغنوشي والباجي قائد السبسي إلى الجزائر. وشدد الغنوشي أمس، على أن اللقاءات التي جمعته بالباجي قايد السبسي «تندرج في إطار دفع الحوار الوطني على قاعدة مبادرة الرباعي وتذليل الصعوبات التي تعترضه». ورغم تفاؤل «الرباعي» و «النهضة» بقرب التوصل إلى اتفاق، إلا أن المعارضة تعتبر أن الحل ما زال بعيد المنال وأن وجهات النظر متباعدة بين الفرقاء. وقال القيادي في حركة «نداء تونس» رضا بالحاج في تصريح إلى «الحياة»، إن «الحوار الوطني ما زال معطلاً رغم الجهود التي يبذلها الرباعي الراعي للحوار للوصول إلى حل»، متهماً «النهضة» بعرقلة مساعي التوافق. ورفض بالحاج الاتهامات الموجهة إلى حزبه بالسعي إلى عقد صفقة مع «النهضة»، معتبراً أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة يقوم بجهود للتقريب بين الفرقاء السياسيين في تونس من دون التدخل في الشأن الداخلي التونسي.