منع سلفيون متشددون، إقامة صلاة الجمعة في جامع الفتح في مركز ولاية بنزرت (شمال شرقي تونس) احتجاجاً على قرار وزارة الشؤون الدينية التونسية تنحية سلفي متشدد نصّب نفسه إماماً على الجامع من دون ترخيص من الوزارة، واستبداله بآخر. وأفاد مسؤول أمني بأن السلفيين «تبادلوا الشتائم والسباب والضرب» داخل الجامع مع مصلين آخرين رحبوا بقرار تنحية الإمام السلفي. وأضاف: «بعدما منع السلفيون إقامة صلاة الجمعة، ومع تحول الجامع إلى حلبة مصارعة، قرر القائمون على الجامع إغلاقه». وهذه أول مرة يتم فيها إلغاء صلاة الجمعة في أحد جوامع تونس بسبب خلافات حول الإمام، منذ الاطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، الذي كان يُخضع دور العبادة والخطب الدينية التي تلقى فيها لرقابة أمنية صارمة. ليسيطر بعد ذلك سلفيون متشددون على مئات الجوامع بالقوة. في غضون ذلك، تواصلت المشاورات التي يخوضها الرباعي الراعي للحوار الوطني مع الفرقاء السياسيين للتوصل الى اتفاق حول شخصية مستقلة تتولى تشكيل حكومة الكفاءات العتيدة. وأعلنت حركة «نداء تونس» (إحدى أهم مكونات المعارضة العلمانية)، عن تفويضها الرباعي الراعي للحوار الوطني اختيار رئيس الحكومة المقبلة تسهيلاً منها للحل، وذلك اثر اتصال تمّ بين رئيس الحركة الباجي قائد السبسي والأمين العام للاتحاد العام للشغل حسين العباسي، وفق ما أعلن القيادي في «نداء تونس» رضا بلحاج، لافتاً إلى أن حزبه «لا يتمسك بمرشح بعينه». كذلك صرح الناطق الرسمي باسم الحزب «الجمهوري» المعارض عصام الشابي الى «الحياة» أن حزبه سيدعم أي مرشح تتوافق عليه الأطراف السياسية، مشدداً على «ضرورة تجاوز عقبة اختيار رئيس الحكومة التي طالت أكثر من اللازم». وتعتبر قيادات في الرباعي الراعي للحوار أن التوافق على شخصية رئيس الحكومة لا يجب أن يتجاوز نهاية الأسبوع الحالي حتى يُفسح المجال أمام استئناف الحوار المعلّق منذ شهر. وزار عميد المحامين السابق ومرشح «الجبهة الشعبية» (تحالف اليسار والقوميين) لرئاسة الحكومة شوقي الطبيب كل من رئيس حركة «النهضة» راشد الغنوشي ورئيس حركة نداء تونس» للتباحث بشأن أفق المرحلة المقبلة. وينحصر السباق الحكومي حالياً بين وزير المالية السابق جلول عياد وعميد المحامين شوقي الطبيب مع حظوظ أكبر للأول، خصوصاً بعد استبعاد وزير الدفاع السابق من السباق نظراً الى خلافاته مع رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي. وفي سياق متصل، التقى وفد من نواب المعارضة المنسحبين من المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) مع الأمين العام لاتحاد الشغل للنظر في إمكانية تجاوز العقبات أمام إنجاز المسار التأسيسي للبلاد (المصادقة على مشروع الدستور والقانون الانتخابي والهيئة العليا المستقلة للانتخابات). وأعلن النواب عن إمكانية عودتهم الى المجلس مطلع الأسبوع المقبل. على صعيد آخر، عقدت «لجنة الدفاع عن رئيس حزب الوطن الليبي عبد الحكيم بلحاج» (القيادي السابق في الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة ورئيس المجلس العسكري بطرابلس سابقاً)، ندوة صحافية في تونس أكدت خلالها براءة بلحاج من التهم الموجهة إليه بالتورط في اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد قبل 9 أشهر.