على رغم العوائق التي تقف أمام العمل الميداني للمهندسة في السعودية إلاّ أنها تسير قدماً نحو التوسع في هذا المجال بدعم من بعض الجامعات والكليات والمعاهد ودخولهن في العمل بالقطاع الخاص بأعداد محدودة يتم التخطيط لزيادتها وتدريب أعداد كبيرة مستقبلاً، إذ إن مهنة «المهندسة» إحدى المهن التي تتطلب جهداً عقلياً وبدنياً مختلفاً، لهذا ما زالت تحيط به الكثير من الضبابية في المجتمع السعودي. وأوضح عضو الهيئة السعودية للمهندسين المهندس جمال برهان في حديثه إلى «الحياة» أن المهندسات اللاتي سجلن في الهيئة ما زالت أعدادهن محدودة برغم ازدياد عدد الخريجات سواء أكان من المبتعثات أم من الجامعات السعودية بقطاعيها الخاص والحكومي. وزاد: «لم تشهد الهيئة أي حالات تزوير في شهادات السعوديات بينما تزداد بنسب كبيرة في الوافدين». وأكد ضرورة تكاتف مكتب العمل والأحوال المدنية وهيئة المهندسين في رسم خطط واضحة المسار لتوفير فرص وظيفية مستقبلية للخريجات في مجال الهندسة، إذ إن المهندسة السعودية ما زالت دخيلة على هذا المجال وأمامها تحد كبير في إثبات قدراتها الميدانية. في المقابل قال عضو لجنة شباب الأعمال بغرفة تجارة جدة فهد مؤمنة ل «الحياة»: «إن شركته وظفت 25 مهندسة، سيقتحمن مجال العمل الميداني قريباً»، مشيراً إلى أن هناك عدداً من شركات الهندسة والديكور باتت تستقطب كفاءات سعودية نسائية من مهندسات حديثات التخرج وممن سبق لهن العمل في مشاريع حيوية. وأوضح ضرورة تفهم العائلات ل «بيئة العمل المفتوح» والتي تشمل مجالات كثيرة منها مجال الهندسة لكونه مجالاً جديداً يعتبر الرجل هو الرائد الأول فيه، وأن احتكاكها بالرجل أمر ضروري في البداية، لهذا هي بحاجة إلى اكتساب خبرات الرجل حتى يتسنى لها الانطلاق والتنفيذ بخبرات مكتسبة صحيحة. وأضاف مؤمنة: «في الوقت الحالي إن أربع مهندسات سعوديات يعملن الآن لديه ويقمن بالعمل الميداني كإحدى المهام المترتبة لهن، لأن المهندس مكانه الطبيعي هو موقع التنفيذ وليس البقاء خلف طاولة المكتب، مفيداً بأنه يعمل على توظيف أكثر من 25 مهندسة سعودية في شركته». وأردف قائلاً «المهندسات استطعن خلال عامين ونصف العام من تنفيذ عدد كبير من المشاريع العملاقة بلغ نحو 420 مشروعاً». من جانبها، ترى المهندسة هبة الجمال أن المنفعة الأولى لعمل المهندسة السعودية بالمشاريع العملاقة أو المشاريع الصغيرة، هي التأكيد على نجاح المرأة السعودية وتخطيها عقبة البطالة ودخولها بقوة إلى المجالات التطبيقية والتي تستدعي خروج المرأة إلى بيئة العمل الميدانية. ولفتت إلى أن للمرأة مكاناً مهماً في اللمسات الجميلة وقالت: «أثبتت المهندسات السعوديات العاملات في مكاتب التصميم والتنفيذ الهندسي براعة وجدية في عملهن، مما جعلهن من المميزات، وساعدت التصاميم الباهرة للمهندسات، على حد تعبيرها، في جذب العشرات من المشاريع ويؤدي هذا الإقبال الملحوظ على الأيدي النسائية إلى الشعور بالرضا والفخر والتفرد بالسوق الداخلية، لا سيما وأن كل مهندسة تحرص على اختيار اللمسات المميزة للمشروع ومنها يتم اختيار الأفضل منها». وأضافت: «أن من أبرز العقبات التي تقف أمام المهندسة السعودية عدم الاستمرار، إذ إن غالبيتهن يتوقفن في حال ارتباطهن أو إنجابهن، على رغم أنهن يعملن بطريقة احترافية يدعمهن في ذلك التدريب المستمر لهن على رأس العمل». عدم الاستمرارية في العمل الميداني وعدم تقبل المجتمع لفكرة عمل المهندسة السعودية لم يؤثرا على سعاد علوش الطالبة في كلية الهندسة بجامعة عفت فهي متفائلة عند تخرجها، قالت: «متفائلة بأن أجد فرصتي في التوظيف وذلك لأن المرأة استطاعت الدخول في كل المجالات، والجامعة تخصص (يوم المهنة) لاستقطاب الشركات المختصة حتى يتم التنسيق معها للتوظيف عند التخرج». فيما رأت هدى قاضي طالبة هندسة على وشك التخرج: «أن سأجد فرصتي في سوق العمل وذلك بحسب ما أراه من تطور كبير في وضع المرأة ودعم الملك عبدالله لها على وجه الخصوص». وفي السياق ذاته، قالت عميدة جامعة عفت الدكتورة هيفاء جمل الليل ل «الحياة»: «إن جامعة عفت تضم أول اتحاد لخريجات في التعليم العالي ويوفر الاتحاد مزايا وبرامج قيمة تسمح للعضوات بالانخراط ضمن شبكة واسعة من العلاقات الداخلية والدولية. كما أن الخدمات التي تحصل عليها خريجة عفت تجعلها على اتصال دائم بكل فرص ومتطلبات سوق العمل». وأضافت: «إن الجامعة تعمل على توفير أفضل فرص العمل داخل نطاق الصناعة والمؤسسات الحكوميّة في مجالات عدة منها: هندسة شبكات الحاسبات والاسْتِشارات الهندسية وأنظمة الاتصالات العالمية ونظم الحاسبات وتطوير تطبيقاتها وتطوير تطبيقات الإنترنت وتصميم البرامج ومعالجة الإشارات الرقمية والصور وتصميم الإلكترونيات الطبية وأجهزة القياس وتصميم الدوائر الإلكترونية المتكاملة والاتصالات اللاسلكية والاتصالات الضوئية وأنظمة الاتصالات العالمية وأجهزة القياس».