ضمن مشاركات المرأة السعودية في مسيرة التنمية التي تعيشها المملكة في كافة المجالات، استطاعت مهندسات الديكور أن يحققن نجاحات متواصلة ومتميزة على الصعيد المحلي والعالمي فمقومات التميز لديهن ليست في تخصصهن الدراسي فحسب بل فيما يملكن من ذوق راق وخبرة طويلة وحرص كبير على تقديم إنتاج إبداعي متميز في مجال الديكور والتصميم الداخلي . «ماجدة الطوخي» - مهندسة ديكور منذ عشر سنوات - حرصت من خلال شركتها الخاصة على توفير فرص وظيفية وتدريبية لعدد من المهندسات السعوديات، تحدثت لنا قائلة: أثبتت المهندسة السعودية نفسها في الآونة الأخيرة وذلك من خلال الاقتناع بأهمية عملها وقدرتها على تحمل المسؤولية على الوجه الصحيح، وبلا شك أن ذلك ينبع من يقينها بضرورة قيامها بدورها في خدمة وطنها بما تمتلك من علم وخبرة. وعن تفهم المجتمع لدور المهندسات السعوديات تحدثت «الطوخي» قائلة: قبل عشر سنوات لم يكن هناك أي قبول لوجود المهندسات على أرض الواقع بالإضافة لوجود بعض العقبات التي لا تسمح للمرأة بممارسة عملها بكل مهنية غير أن هذا الحال لم يدم طويلا إذ استطاعت المهندسة السعودية الريادة والتميز في هذا المجال سواء كان ذلك داخل أو خارج البلاد أو من خلال المشاريع الكبيرة والصغيرة، مشيرةً إلى أن الشركات الهندسية والمعمارية قد ساهمت باستقطاب تلك الكفاءات بعد أن بدأ المجتمع يثق في مستوى ما يقدمنه من أفكار فنية مميزة وهي بهذا النهج تعطي المهندسة الكثير من الدعم المعنوي والمادي الذي تستحقه. وأوضحت «الطوخي» بأن المهندسة السعودية تمكنت من أن تقدم للديكور الكثير من اللمسات الجمالية من خلال اهتمامها الكبير بالمساحات والفراغات والألوان والتصاميم والأثاث وذلك بما يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا كما أنها استطاعت أن تحافظ على التراث و التاريخ الشرقي والذي تميز بخصوصية لا يمكن التنازل عنها. مؤكدة في الوقت ذاته بأن تنامي ثقافة هندسة الديكور في مجتمعنا فرضت فرصا تنافسية كبيرة لإرضاء جميع الأذواق مما كان له الانعكاس الايجابي على جمالية منازلنا وذلك من خلال الجودة في التنفيذ والتصميم والابتكارات المميزة، مطالبة بإنشاء جمعية سعودية تضم جميع المهندسات السعوديات لمناقشة كل ما يعترض طريقهن من صعوبات لعل أهمها وجود من يدعين معرفتهن بالتصميم والهندسة دون دراسة متخصصة، وفي هذا ظلم لطالبة الهندسة التي تبذل جهداً كبيراً في دراستها فيأتي من ينافسها من دون دراسة لمجرد أنه يملك الذوق في التصاميم الداخلية كما أننا نطمح في ظل وجود هذه الجمعية وضع الإلية معينة لقائمة الأسعار التي تشهد تفاوتا كبيرا فيما بينها وتشير «تغريد العادل» -متخصصة في هندسة الديكور والتصاميم الداخلية- لأهم الأسباب التي شجعتها على اختيار هذا المجال، قائلةً: أحد هذه الأسباب التي دفعتني لدخول هذا المجال هو حبي وعشقي للفنون بأنواعها وفي هذا المجال تحديدا وجدت فيه كل ما يلاءم ميولي وهواياتي، وتضيف: بدأت العمل وفتحت مكتبي الخاص قبل ثلاث سنوات دون أي صعوبات ووصلت إلى ما أطمح إليه بالصبر والإصرار ولم أكسب ثقة العائلات فقط بل اكتسبت ثقة الشركات والفنادق وصممت مجمعات سكنية وتجارية وكنت حريصة من خلال عملي أن أشرف على كل كبيرة وصغيرة بنفسي في ورش العمل وفي مواقع التنفيذ وهذا يحتاج للقدرة على التعامل مع العمالة التي قد ترفض قيادة امرأة لهم. وعن مدى إقبال المجتمع على مكاتب مهندسات الديكور تقول: بالنسبة للمجتمع السعودي كان متقبلا لفكرة وجود امرأة في هذا المجال بصورة كبيرة، وذلك لأنه يؤمن بأن المرأة بطبيعتها مترفة الحس ومرهفة وتميل لجمال الشيء أكثر من الميل للتفاصيل العملية ومن هذا المنطلق استحقت المهندسة السعودية هذه الثقة لتقوم هي بإبراز الناحية الجمالية كما أن الحس الفني للمرأة المهندسة أفضل لأنها هي التي تعرف احتياجات المجتمع وذوقها يكون أقرب لذوق صاحبة المنزل. كما تؤكد «العادل» على أن المهندسات السعوديات تميزن بشكل عام بالتذوق الجمالي المميز وبالنظرة الفاحصة لجمال الديكور والأثاث وأن كفاءتهن فرضت نفسها على المستوى المحلي والعالمي، مطالبةً بالعمل على نشر الوعي بأهمية الديكور مشيرة إلى أن الديكور عامل مهم لجذب النفس في المنازل والمحلات والملاهي والفنادق، واليوم نلاحظ اهتماما أكبر بالديكور، وهذا يزيد من الوعي بالديكور وأهميته في حياتنا.