بعد طول انتظار وتكتم على خياراته، اعلن رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف تعيين الجنرال رحيل شريف قائداً جديداً للجيش خلفاً للجنرال اشفق كياني، والجنرال راشد محمود رئيساً لهيئة الأركان المشتركة. ورغم أن التعيينين الجديدين استندا إلى الأقدمية والأعلى رتبة في الجيش، لكنهما تجاهلا الجنرال أسلم هارون الذي يعد الأعلى رتبة لكنه سيتقاعد في كانون الثاني (يناير) المقبل، وهو ما يفسر بعدم رغبة نواز شريف في تمديد فترة عمل أي جنرال بعد بلوغه سن التقاعد. وكان الجنرال كياني أول قائد للجيش يُمدد له فترة كاملة خلال ولاية رئيس الحكومة السابق يوسف رضا جيلاني عام 2010، بحجة استمرار السياسة المتبعة وعدم تعرضها لخلل، خصوصاً أن الحكومة والجيش واجها عنف حركة «طالبان باكستان» ومتمردي اقليم بلوشستان، والتوتر مع الهند بعد هجمات مومباي. وعمل الجنرال رحيل شريف مديراً لمكتب قائد الجيش الجنرال كياني الذي يتقاعد اليوم، وتولى مسؤولية التدريب والتطوير في الجيش، فيما ادار الجنرال راشد محمود مكتب الجنرال كياني وشغل منصب مدير في قيادة الجيش. ويعتبر قائد الجيش أقوى مسؤول في باكستان، رغم وجود برلمان وحكومة منتخبة ورئيس مدني، إذ يتمتع الجيش بقوة ونفوذ قويين في الشارع ووسائل الإعلام، ويدير امبراطوريته الاقتصادية التي تقدر استثماراتها بأكثر من 20 بليون دولار، ولا تخضع لمساءلة البرلمان. وكان الجنرال كياني أبلغ شريف أن الجنرال أرشد محمود هو مرشحه المفضل لخلافته في قيادة الجيش الباكستاني، لكن شريف الذي أطاح الجيش حكومته سابقاً خشي هذا الخيار، وأراد مرشحاً اكثر اعتدالاً، خصوصاً ان محمود يتمتع بصفات شبيهة بكياني. وتعول واشنطن على استمرار التعاون بينها وبين الجيش الباكستاني في «الحرب على الإرهاب»، ومساعدة الجيش الباكستاني لقوات الحلف الأطلسي (ناتو) في الانسحاب من أفغانستان العام المقبل.