اجتاحت موريتانيا في اليومين الماضيين، موجة غضب واحتجاجات ضد تعامل اللجنة المستقلة للانتخابات مع النتائج، حيث اتهمت في أكثر من ولاية ودائرة انتخابية ب «العجز والتواطؤ والتزوير». وشملت الاحتجاجات ولايات موريتانية عدة من بينها الحوضان الشرقي والغربي والعصابة، وآدرار، ولبراكنه. كما وجّه قادة أحزاب سياسية ومرشحون في دوائر عدة انتقادات لاذعة للجنة الإنتخابات. واحتج أنصار حزب «تواصل» الإسلامي المعارض في مدينة النعمة أقصى الشرق الموريتاني، أمام مقر اللجنة المستقلة للانتخابات، متهمينها بالتلاعب بالمحاضر، واعتماد نتائج غير مطابقة للمحاضر المسلَّمة من رؤساء المكاتب. واعترض عدد من ممثلي الأحزاب السياسية في المدينة على منعهم من حضور الفرز الرسمي للنتائج في مقر اللجنة المستقلة للانتخابات، معتبرين أن هذا المنع يدل على أن «اللجنة لديها ما تخفيه». كذلك تظاهر أنصار حزب الحراك الشبابي من أجل الوطن، في مدينة تمبدغة واتهموا اللجنة بالتلاعب بالنتائج وخصوصاً في بلدية حاسي امهادي، مؤكدين فوزهم فيها بغض النظر عن وجهة نظر اللجنة. أما في مدينة العيون عاصمة ولاية الحوض الغربي، استقال أحد مسؤولي فرع لجنة الانتخابات في المدينة، بعد تعرضه للضرب والاعتقال على يد الشرطة، متهماً جهات رسمية بالضغط باتجاه تزوير الانتخابات. تزامناً، تظاهر أنصار عدد من المرشحين للانتخابات البرلمانية في مدينة الطينطان في ولاية الحوض الغربي ضد «التلاعب الواضح بنتائج الانتخابات، واعتماد نتائج تناقض النتائج المسجلة في المحاضر الرسمية». وأعلن المحتجون رفضهم لهذه النتائج، داعين اللجنة إلى التدخل لإيقاف «المهزلة» التي يقوم بها فرعها في الطينطان. من جهة أخرى، شكك أنصار «حزب الحراك الشبابي» في مدينة كرو في النتائج المُعلنة، معتبرين أن نتائج حزبهم تفوق ذلك، ومتهمين لجنة الانتخابات بالتواطؤ مع أطراف سياسية في المدينة. إلى ذلك، تجمّع أنصار حزبي «الوحدة والتنمية» و «الوئام» في ولاية البراكنه أمام مقر اللجنة المستقلة للانتخابات في ألاك، احتجاجاً على تأخر إعلان النتائج وعلى التلاعب الحاصل في بعضها. وأكد المحتجون حصول تلاعب في عدد من مكاتب الاقتراع، مستعرضين حالة جرت في أحد مكاتب بلدية بو احديدة التابعة لمقاطعة ألاك، حيث تجاوز عدد المصوتين، عدد المسجلين بأكثر من مئتي صوت. وفي مركز جونابه الإداري التابع لمقاطعة مكطع لحجار، احتج أنصار حزب تواصل أمام مقر اللجنة واتهموها بالتواطئ والعجز والانحياز المكشوف لأنصار حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم.