لاحت بوادر ثورة ملونة جديدة في الفضاء السوفياتي السابق بعدما نزل آلاف المعارضين في مولدافيا الى الشارع واقتحموا مبنى البرلمان احتجاجاً على نتائج انتخابات نيابية حقق فيها الشيوعيون فوزاً كبيراً. وبدأت حال الغليان تسود شوارع العاصمة المولدافية كيشينيوف منذ صباح امس ، عندما أعلنت لجنة الانتخابات المركزية النتائج الاولية لعمليات الاقتراع التي جرت الأحد. و بحسب النتائج المعلنة، فاز الحزب الشيوعي الحاكم بنحو 61 في المائة من مجموع أصوات الناخبين فيما حصلت أحزاب المعارضة الثلاثة مجتمعة على 35 في المئة من الأصوات . و سارعت المعارضة الى التشكيك بنزاهة الانتخابات، ودعت أنصارها الى النزول الى الشوارع و محاصرة مبنى البرلمان. وقال احد زعماء المعارضة ان السلطات ارتكبت عمليات انتهاك واسعة و ان عشرات آلاف الأصوات اضيفت الى لوائح الناخبين. ودارت صدامات في شوارع العاصمة مع قوات حفظ النظام التي حاولت تفريق المعتصمين حول مبنى البرلمان بالقوة. وتحدثت مصادر طبية عن سقوط عشرات الجرحى فيما لم يتم تاكيد سقوط قتلى. لكن المئات من انصار المعارضة تمكنوا من التسلل الى مبنى البرلمان واعلنوا انهم احكموا سيطرتهم عليه. وقال ناطق باسم المعارضة ان المطلب الاساسي للمعتصمين هو استقالة الرئيس فلاديمير فارونين واعادة العملية الانتخابية النيبابية. ولاحقاً، توجه انصار المعارضة الى القصر الرئاسي وطوقوه واقتحموا مدخله لإجبار الرئيس على التنحي، في مشهد ذكر بثورات ملونة اخرى اطاحت النظام الحاكم في اوكراينا عام 2004 و في جورجيا مطلع عام 2005. و معلوم ان الحزل الشيوعي المولدافي يحكم البلاد منذ ثماني سنوات وكان اول حزب شيوعي يعود الى السلطة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. و كان الشيوعيون في مولدافيا يسيطرون خلال السنوات الماضية على اكثر من ثلثي مقاعد الهيئة الاشتراعية ما يعني ان نتائج النتخابات الأخيرة عكست تراجعاً في مواقعهم.