«إسماعيل» الذي يتحدث عن تفاصيل مجهولة في حياة الفنان الفلسطيني الراحل إسماعيل شمّوط، هو الاسم الذي حمله الفيلم الذي افتتح به مسرح وسينماتك القصبة في رام الله مهرجانه السينمائي الثالث «شورتات 2013» للأفلام القصيرة. ويروي العمل الذي أخرجته نورا الشريف، وعلى مدار 28 دقيقة، حكايات خاصة من حياة الفنان اسماعيل شمّوط، فيسرد معاناته وهو شاب بعد تهجيره وعائلته من بلدتهم الاصلية إلى أحد مخيمات اللجوء في غزة عام 1948، لكنه مع ذلك يحلم بالسفر الى العاصمة الايطالية روما ليتعلم الرسم هناك، حيث تألق مايكل أنجلو الذي ظل يحدث شقيقه الأصغر عنه. يذهب إسماعيل ذات صباح برفقة شقيقه جمال ليبيعا الكعك المحلي (المعمول)، والذي يصنعه ليبيعه إلى الجنود المصريين والمسافرين عبر محطة القطار في خانيونس، لكنهما بعد خروجهما من المحطة وخلال سيرهما في الطريق يقعان في حقل للألغام... هذه اللحظات التي يقابل فيها اسماعيل وشقيقه الموت وجهاً لوجه ومحاولاته الحثيثة للنجاة بنفسه وبأخيه، تعكس الروح الحقيقية للفنان الراحل شمّوط والذي توفي عام 2006 عن عمر يناهز 76. فلسطين... سينما التجريب عرض في حفلة الافتتاح، أيضاً، الفيلم الروائي الفلسطيني الاسباني «مات وجهي» من بطولة رمزي مقدسي وإخراجه. ويعرض الفيلم قصة شاب فلسطيني يعيش في رام الله، ينتظر وصول حبيبته من اسبانيا، لكنّ الأمور تتغير عقب الاجتياح الاسرائيلي للضفة الغربية عام 2002 وإعلان جيش الاحتلال الاسرائيلي منع التجول وقصفه الحي الذي يسكن فيه. ويعكس الفيلم في 13 دقيقة التفاعلات النفسية لبطل الفيلم الذي يعيش الموت والانتظار معاً. اما الفيلم الروائي التجريبي، أو الخيالي التهكمي «عقارات الأمة» للمخرجة الفلسطينية لاريسا صنصور، والذي يعرض للمرة الأولى في فلسطين، فيستكشف بطريقة ساخرة حلاً عمودياً لقيام دولة فلسطينية: ناطحة سحاب واحدة ضخمة لسكن جميع الشعب الفلسطيني. ويقدم الفيلم على مدار تسع دقائق الحياة المترفة التي يمكن أن يعيشها الفلسطينيون اذا طبق هذا الحل، والمصعد الكهربائي الذي يفتح في كل «وقفة» على مدينة، وهو فيلم مميز حاز جوائز في مهرجانات عالمية. كما عرض في «الافتتاح» أيضاً، فيلم «وحدن» الفرنسي للمخرجة نورما ماركوس، وهو بني على قصة مستوحاة من قصيدة للشاعر اللبناني طلال حيدر وكتبها مباشرة بعد فشل عملية فدائية فلسطينية لتغنيها فيروز. ويتناول الفيلم قصة الناشطة الفرنسية فرانسوا كيستمان، المناصرة للقضية الفلسطينية والتي التقتها المخرجة في أواخر الثمانينات، قبل أن تقتل في البحر خلال عملية فدائية بمشاركة ثلاثة شبان ضد جيش الاحتلال الاسرائيلي. حضور سوري لافت وقال المدير العام لمسرح وسينماتك القصبة جورج إبراهيم، أنه جرى اختيار الأفلام المشاركة بعناية، إذ اختيرت «مجموعة من الأفلام الفلسطينية والعربية والعالمية المتميزة». وأضاف: «اخترنا موضوعاً ساخناً للأسبوع هو تأثير الربيع العربي على حياة الفرد في الدول العربية، مع تركيز كبير على الثورة السورية، وعلى اللاجئين الفلسطينيين في سورية، واللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء في الدول المجاورة». ومن العروض الفيلم الوثائقي السوري «خطوة بخطوة» للمخرج اسامة محمد الذي يعكس صور الحياة في المناطق الريفية في سورية ومعاناة السكان وظروفهم الاقتصادية الصعبة وتدني مستوى التعليم والسعي الدائم الى مغادرة الريف والهجرة الى المدينة. الفيلم الذي عرض في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2012، يتناول الايديولوجيات الدينية والسياسية التي تحاصر سكان الريف والتي تجعلهم مفتونين بالسلطة القائمة، ما يدفع الشبان الى الالتحاق بالجيش. واستضاف المهرجان على مدار أيامه الخمسة، انطلاقاً من 16 الجاري، أفلاماً سورية من مراحل زمنية عدة، آخرها الروائي القصير «انتظرني» لفواز خرمة و «الكلب» لفارش خاشوق و «يا بيتي يا بويتاني» لعمرو حيطو و «مسير» لمالك داغستاني، وكلها من إنتاح عام 2013، والوثائقي «فندق كندا» للمخرجة علياء خاشوق، وهو من إنتاج العام الماضي، كما هو حال فيلم «تغطية» لحسن طنجي، إضافة إلى الفيلم السوري الفلسطيني المشترك «ميغ» للمخرج ثائر السهلي، وفيه قصف مخيم اليرموك للاجئين في سورية بطائرات «الميغ» من قبل النظام السوري. وشارك في الأسبوع 40 فيلماً قصيراً من فلسطين وسورية وليبيا والأردن ومصر وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة واليابان، تنوعت مواضيعها ما بين الأوضاع السياسية والمعيشية، إضافة إلى الهوية والانسان في ظل الحرب والأزمات. وتجولت الأفلام في مدن رام الله والقدس ونابلس، وتعرض في غزة مطلع كانون الأول.