اختارت مخرجة فلسطينية أن تبدأ عروض فيلمها الروائي الأول " ملح هذا البحر " في الأراضي الفلسطينية من مخيم الأمعري في رام الله الذي صورت فيه جزءا من المشاهد . وقالت آن ماري جاسر - وهي فلسطينية تحمل الجنسية الأمريكية - لرويترز في اتصال هاتفي من عمان حيث لم تتمكن من الحصول على تأشيرة من الجانب الإسرائيلي للدخول إلى الأراضي الفلسطينية " عرض الفيلم في الأمعري هو شكر لكل الناس الذين ساعدونا على تصوير الفيلم إضافة إلى أن الفيلم عن اللاجئين وعن العودة ." ومضت قائلة " مهم بالنسبة لي ان اللاجئين مش بس في سوريا ولبنان وامريكا بفلسطين كمان " أيضا " فيه لاجئين وايش مهم بالنسبة الى عرض الفيلم في المخيم " مشددة على أنها تتمنى أن يشاهد الفلسطينيون هذا الفيلم لانهم لا يستطيعون الذهاب الى السينما " بدي اجيب الفيلم يشوفوا ." واحتشد العشرات من ابناء مخيم الامعري اضافة الى عدد من المدعوين يوم الخميس الماضي لمشاهدة العرض الاول لفيلم " ملح هذا البحر " الذي عرض أيضا في مخيم عايدة في بيت لحم . واستبعدت المخرجة ان يكون عدم حصولها على تأشيرة للوصول الى الاراضي الفلسطينية مرتبطا بالفيلم وقالت " قد لا يكون عدم حصولي على فيزا شيء شخصي رغم اني حاولت اربع مرات ولكن هناك عدد كبير مثلي " فلسطينيين " يحملون جوازات سفر اجنبية لا تعطيهم اسرائيل فيزا لاسرائيل ." ويبدأ الفيلم على وقع موسيقى اغنية " يا بحرية " لمرسيل خليفة على وقع صور من الارشيف لما شهده عام 1948 من هدم لمنازل الفلسطينيين وتشريدهم اضافة الى صور فوتوغرافية عن تهجير الفلسطينيين في العام نفسه .ويتناول قصة الشابةالفلسطينية ثريا " سهير حماد " التي ولدت في بروكلين بنيويورك وقررت العودة للاقامة في بلدها الاصلي فلسطين . ويثير الفيلم كثيرا من القضايا المرتبطة بالهوية الفلسطينية واللجوء وحلم العودة الى الوطن والواقع الفلسطيني وتعقيداته اليومية كصعوبة التنقل والجدار والحواجز الاسرائيلية ووجود السلطة الفلسطينية حيث يجد كثير من الفلسطينيين انفسهم في هذه الروايات الدرامية التي تقدمها آن في " ملح هذا البحر " . وقالت آن إنها تتابع ردود فعل الجمهور " حكى معي كثير من الناس .اجمل ما سمعته من بعض الذين اتصلو معي انهم شافوا حالهم في الفيلم ." وقال الممثل رياض دعيس الذي قدم دور " مروان " في أول تجربة تمثيل له حيث يعمل في مجال اخراج الافلام القصيرة لرويترز " الفيلم في حد ذاته مهم جدا وتحمست للتمثيل فيه بعد ان قرأت النص لانه لا يقدم اي تنازل كما يفعل البعض عندما ينتج افلاما لتعرض في الغرب ." واضاف " هذا الفيلم تجربة غنية جدا واعتقد ان كل فلسطيني يرى نفسه في هذا الفيلم الذي يتحدث عن اللاجئين والعودة وقصص كثيرة حدثت مع كثيرين منا ." وكانت آن بعثت برسالة قرأتها المخرجة الفلسطينية ايناس المظفر في حفل الافتتاح في مخيم الامعري قالت فيها " حلمي أن أكون معكم اليوم ..بالنسبة لي هذا العرض هو الاهم على الاطلاق فقد منعني الاسرائيليون من العودة فأصررت على الاستمرار بالمحاولة لاحضر الفيلم بنفسي ولاتمكن من التواجد معكم لكن الحظ لم يكن حليفي ." وتابعت " عندها رأيت أنه من المؤسف ان نبدأ جولة العروض في بلد ليست بلدي فها هو الفيلم الان في فلسطين ومن دوني ..أنا لست بعيدة ..مقابلكم في الضفة الثانية لنهر الاردن ..قلبي يتمزق لاني لست معكم اليوم لكن أملي ان أكون حاضرة هناك من خلال الفيلم ." يروي حكاية معاناتنا في وجه كل القوى التي تحاول سلخنا وتمزيقنا ...لكنهم حتما سيفشلون لان لدينا أقوى سلاح على الاطلاق وهو الحب ..حب الناس والارض والحياة ." وتستعد المخرجة لجولة عروض لفيلمها الذي شارك في مهرجان كان بفرنسا في مايو ايار الماضي كما حصل من مهرجان " أوسيان سيني فان للسينما الاسيوية والعربية " بالهند في يوليو تموز الماضي على جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة الفيبريسي " الصحافة الدولية " مناصفة مع فيلم باكستاني . وسيعرض الفيلم في مهرجانات سينمائية عربية منها قرطاج والقاهرة اضافة الى جولات في دول عربية واجنبية .