انتشر في الأسابيع القليلة الماضية مصطلح "المخدرات الرقمية" على مواقع التواصل الاجتماعي في شكل كبير ما بين "هاشتاغ" وتغريدات على "تويتر" إلى منشورات وصفحات كاملة على "فايسبوك"، في رد فعل واسع على انتشارها. وتضاربت ردود الفعل بين مصدّق ومشكّك، فهناك من بدأ بتعريف المستخدمين عليها والترويج لها وهناك من حذّر أصدقاءه منها. على "تويتر"، هناك من يرى أنها "مجرد حيلة تسويقية" للترويج لهذا النوع من الموسيقى، وهناك من يراها "ثقافة بدأت في الانتشار في الدول العربية"، ومعظم المغردين مقتنع بتأثير هذا النوع من الموسيقى في الحالة الذهنية لمن يستمع إليها وبدأ في نشر تحذيرات ودراسات تؤكد هذا التأثير. وقال مشعل البقمي: "المخدرات الرقمية آفة إلكترونية جديدة تصدّر إلينا من الغرب لا تقل فتكاً عن جرعات المخدرات المعتادة، بل أكثر فتكاً لأنها تسبب صرعاً مميتاً وأدماناً مروّعاً". وغرد "الجادل"، قائلاً إن هذا "مجرد تسويق لمواقع المقاطع الموسيقية بطريقة مفضوحة وشعبنا معروف بحب التجربة"، فيما اعتبرها أيمن "كارثة مميتة". وغرد الإعلامي السعودي وليد الفراج "اتمنى أن تطلب وزارة الداخلية تقريراً متكاملاً عن المخدرات الرقمية بالتعاون مع وزارة الصحة وسجلات مراكز الشرطة، أظن أننا أمام مشكلة مقبلة". وفي "فايسبوك"، كانت ردود الفعل على المخدّرات الرقمية مماثلة، لكن هناك من لم يمانع تجربتها، بل أن العديد من المستخدمين نشر مقاطع من هذه الموسيقى ليعرف أصدقاءه عليها. وقال منصور صالح: "إدمان من نوع جديد يهدّد الشباب ويمثّل خطراً أكبر من المخدّرات العادية بكل أنواعها. يتم تعاطيها بالسمع وتصل إلى المدمن عبر الإنترنت". ونشر خليل مصطفى "رابطاً" يتحدث عن المخدرات الرقمية ونشأتها، معلقاً " الجميع سمع (أو سيسمع) عن مصطلح المخدّرات الرقميّة، إليكم هذه المعلومة عنها". والمخدّرات الرقميّة، أو "آي دوسر"، عبارة عن ملفّات صوتيّة تترافق أحياناً مع مواد بصريّة وأشكال وألوان تتحرّك وتتغير وفق معدل مدروس، تمّت هندستها لتخدع الدماغ من طريق بث أمواج صوتية مختلفة التردد في شكل بسيط إلى كل أذن. ولأن هذه الأمواج الصوتية التي تشبه الذبذبات غير مألوفة، يعمل الدماغ على توحيد الترددات المختلفة من الأذنين للوصول بها إلى مستوى واحد، وبالتالي يصبح الدماغ غير مستقر كهربائياً. ووفق الاختلاف في كهرباء الدماغ يتم الوصول الى إحساس يحاكي تناول المخدرات. وتكون قوة الصوت عادة أقل من 1000 إلى 1500 هيرتز كي تُسمع منها الدقات.