كتب الكاتب فهد بن جليد في عدد الجزيرة رقم 15384 يحذِّر من المخدرات الرقمية، مشيراً إلى تقرير بثته الCNN مؤخراً عن موضة (المخدرات الرقمية) التي انتشرت بين الشبان والشابات، أثارت مخاوف الكثيرين في أرجاء المعمور، واصفاً المخدرات الرقمية بأنها بالفعل (مخدرات مُباحة) حتى الآن، ولا يوجد عليها حظر، والحصول عليها سهل جداً عبر الإنترنت، أو شراء مقاطع موسيقية صاخبة (MP3) عبر مواقع متخصصة، فهي تعطي (نشوة) وشحنات كهربائية مركزة للدماغ لتتركه -غير مستقر- ويحصل المستمع لهذه الموجات على ذات التأثير الذي قد يحصل عليه عند التعاطي المباشر من (عدم الاتزان، وضعف التركيز، وربما دخول مرحلة اللا وعي)، نتيجة الاستماع عبر (سماعات الرأس) لموجات، ونغمات محددة عبر الأذن اليمنى، ثم الأذن اليسرى، ثم الأذنين مجتمعتين، تسمع عادة في مكان مظلم، مع تغطية العينين، وشرب الماء قبل الاستماع.. إلخ من طقوس التعاطي الرقمي! ودعا الكاتب الآباء للانتباه إلى أبنائهم قبل أن ينجرفوا في هذا النوع الجديد من الإدمان (العصري) الذي لم يتم حظره بعد أو التعامل معه كما يجب! وفي المقابل قرأت لاستشاريين نفسيين سعوديين أن «المخدرات الرقمية» مجرد ضجة إعلامية وهمية، ومن المفترض ألا يُنشر عنها إعلامياً بهذا الحجم، وأنه لم تسجّل أي حالة وفاة متعلقة بالمخدرات الرقمية، وأن الموضوع فيه كثير من المبالغة، ولا بد من وجود دراسة علمية للوصول إلى إجابات دقيقة، وأن تأثيرها مجرد إيحاء يعتمد على مدى تقبل الشخص لها، وأن منشأها نفسي وليس كيمياوياً، مؤكدين أن هناك حاجة إلى دراسات لمعرفة خطورة تأثير هذه النغمات على الدماغ وهل تؤثّر على مركز الإثابة وعلى مخ الإنسان وهل يتحمّل الدماغ قوة هذه الموسيقى. وذهب آخرون إلى أن إطلاق تسمية «المخدرات الرقمية» على هذا النوع من المؤثّرات الصوتية هو «مسمى خاطئ» كونها ليست مخدرات، حيث أثارت حالة من الهلع بين عامة الناس بما سببته من لغط من دون أساس علمي ما أدى إلى حرف الانتباه عن المشكلة الأساسية التي تواجه الإنسان في العصر الحديث وهو ازدياد المخدرات التقليدية. ودلّل هؤلاء على وجهة نظرهم بإفادة المركز القومي لأبحاث الإدمان والمخدرات في أمريكا في رده العلمي عن مثل هذه المخدرات بوصفه لما تفعله هذه المخدرات الرقمية على خلايا الدماغ بأنها تعمل موجات مختلفة للأذن اليمنى عن اليسرى يسمعها الشخص عن طريق سماعات، وتسبب اضطراباً في تناغم كهرومغناطيسية الدماغ، حيث لم يثبت علمياً في كل الأبحاث أنها تسبب الإدمان، إضافة إلى كونها يمكن استخدامها للتعرّف على الأشخاص الذين يبحثون عن الإثارة وأنها تحت الملاحظة العلمية منذ 150 عاماً، كما أثبت العلم استخدام الموسيقى في التأثير على الحالات المزاجية واستخدام الموسيقى للاسترخاء. وتوصلوا أخيراً إلى أن بائعين لمثل هذه التجارة يروّجون لها عن طريق أسماء جذابة وبراقه بوصفها شبيهة ب»الكوكايين» في حين أن مثل هذه التجارة تعتبر غير مشروعة لاستغلالها أحلام الآخرين.