أعاد الرئيس اللبناني ميشال سليمان تكليف رئيس تكتل « لبنان اولاً» النيابي سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة للمرة الثانية، بعدما افضت الاستشارات النيابية الملزمة على مدى يومين، الى تسميته من قبل 73 نائباً هم نواب الاكثرية و نائبا حزب «الطاشناق» فيما احجم نواب المعارضة عن تسمية أحد. وفور انتهاء شريط الاستشارات في يومها الثاني عقد سليمان اجتماعاً مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأطلعه على نتيجة الاستشارات، ثم انضم الحريري الى الاجتماع، حيث تم تكليفه تشكيل الحكومة. وصدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية بيان التكليف وفيه انه «عملاً بأحكام البند 2 من المادة 53 من الدستور، وبعدما تشاور فخامة رئيس الجمهورية مع دولة رئيس مجلس النواب استناداً الى الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها فخامته بتاريخ 15 و16/9/2009 والتي أطلعه على نتائجها رسمياً بتاريخ 16/9/2009، استدعى فخامة الرئيس عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الأربعاء الواقع فيه 16/9/2009 السيد سعد الدين الحريري وكلفه تشكيل الحكومة». المشاورات وكان سليمان استأنف قبل الظهر الجولة الثانية من الاستشارات الملزمة والتقى بداية كتلة «وحدة الجبل» برئاسة الوزير طلال إرسلان الذي قال: «لم نسم أحداً لرئاسة الحكومة، لكننا أبدينا كل استعداد وانفتاح على الحوار وضرورة الحوار للوصول إلى حل يرضي الجميع بما يليق بالوطن والدولة والوحدة الوطنية». وأعلن تكتل «لبنان الحر الموحد» الموقف نفسه وقال بإسمه النائب سليم كرم: «أن التكتل لم يسم أحداً لتشكيل الحكومة الجديدة». اما كتلة «التوافق الأرمني» التي تحدث باسمها النائب سيرج طورسركيسيان فسمت «الرئيس الحريري لأننا مصرون على الشخص وعلى المصير والمسار الديموقراطي للبلد»، مشيراً إلى ان «الخلطة الحكومية - الوزارية بحسب رأينا لن تكون كالسابق، وسيكون هناك خلط إن كان على الصعيد الحقائب أو على صعيد الأسماء. ونتمنى للرئيس المكلف أن يكمل في هذا المسار حتى النهاية لأن مصير البلد متعلق بسعد الحريري». ولم تسم كتلة «نواب حزب البعث» أحداً لرئاسة الحكومة، لكن النائب عاصم قانصوه اكد أنه «سيتم التعاون بإيجابية مع أي اسم مكلف للوصول إلى حكومة الوحدة الوطنية وشاطىء الأمان». وسمت كتلة «التضامن» الحريري، وقال النائب أحمد كرامي: «حفاظاً على الطائف والديموقراطية في البلد وانسجاماً مع نتائج الانتخابات النيابية أعدنا تسمية سعد الحريري زعيم الغالبية لتشكيل الحكومة، آملين من الأفرقاء التعاون وتسهيل المهمة لمصلحة الوطن». ولم تسم كتلة نواب «الحزب السوري القومي الاجتماعي» أحداً لرئاسة الحكومة. وقال أسعد حردان: «نؤكد ثقتنا بفخامة الرئيس لكن في سياق النقاش قلنا إننا لا نسمي أحداً لرئاسة الحكومة. إن البلد يعيش أزمة سياسية حادة تستدعي من القوى السياسية كافة الاستنفار الواسع لرفع منسوب الموقف السياسي الإيجابي العام على قاعدة حكومة إنقاذ وطني ووفاق وطني تعزز الوحدة الوطنية». وقال الوزير محمد الصفدي باسم كتلة «الوفاق الوطني» انها سمت الحريري، وسمى «نواب الأرمن» الذين تحدث باسمهم النائب اغوب بقرادونيان «الحريري إيماناً منا بأن الوضع الراهن أحوج ما يكون إلى تضافر جهود الجميع والارتقاء إلى أعلى مستويات المسؤولية وضرورة استمرار الحوار كسبيل وحيد لحل المشاكل العالقة في البلد». وقال نائب «الجماعة الإسلامية» عماد الحوت بعد لقاء سليمان انه سمى الحريري ولفت الى «الاستحقاقات التي تواجه لبنان»، مشدداً على انها «تستدعي مشاركة الجميع على قاعدة التخلي عن الشروط». وقال وزير الثقافة تمام سلام بعد لقائه سليمان انه «أيد النائب الحريري لأنني أرى فيه القدرة والكفاءة لقيادة حكومة تكون على مستوى ما نواجهه من تحديات داخلية وخارجية». وسمى النائب بطرس حرب الحريري، وأقترح «حكومة اتفاق وطني على مشروع سياسي. أما أن تدخل الأطراف السياسية إلى الحكومة من دون اتفاق فهذا يعني تحول الحكومة إلى حلبة صراع سياسي». وسمى كل من النواب: روبير غانم وميشال فرعون ومحمد كبارة ودوري شمعون ونايلة تويني النائب الحريري لرئاسة الحكومة. كذلك فعل النائب روبير فاضل الذي قال: «تميزت الاستشارات بوضوح أكبر في المواقف، وأتمنى أن ينسحب هذا الوضوح على عملية التشكيل وأن يلتزم الجميع الدستور لأنه لا يمكن البقاء بلا حكومة لأسابيع وأشهر». لقاء السنيورة والتقى سليمان رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة بعد عودته من السفر وقال الأخير: «كنت سميت سابقاً الشيخ سعد الحريري لرئاسة الحكومة». وزاد: «أتمنى أن يستفيد الجميع من التجربة التي مررنا بها، وأن نحافظ على الصلاحيات وأن يتم التعاون بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية، وأتمنى ألا يتم وضع أعراف جديدة في عملية التشكيل». وأكد ان «لا شيء يحل مكان حكومة اصيلة، ونحن نعلم ان الانتخابات النيابية افرزت نتائج يجب احترامها، وعملاً بقول السيد المسيح: «اذا فسد الملح بماذا نملح؟». كما تمنى «ان نكون استفدنا من التجرية التي مررنا بها بعدم المطالبة بمطالب تعجيزية في وجه الرئيس المكلف». واذ توقع ان تبدأ المشاورات بعد العيد، تمنى ان تكون «هذه المناسبة استكمالاً لحال الهدوء في لبنان».