انتظم وصول المساعدات الى الناجين من اعصار «هايان» الذي ضرب وسط الفيليبين قبل اكثر من اسبوع، وأسفر عن آلاف القتلى. وبدأ الناجون في اعادة بناء المنازل المدمرة، فيما حذرت منظمات انسانية من ضخامة التحدي اللوجستي لبلوغ مناطق نائية. وانطلقت مروحيات وطائرات في حركة دؤوبة من حاملة طائرات «جورج واشنطن» الأميركية، ونقلت براميل مياه ومواد غذائية الى تاكلوبان، احدى اكثر المدن تضرراً بالإعصار، ومناطق نائية. ومنذ وصول الأسطول الأميركي المؤلف من 8 سفن ليل الخميس الماضي، اعلن الجيش الأميركي انه نقل 118 طناً من المواد الغذائية وماءً وخيماً، وأجلى 2900 شخص. وتسلم اكثر من 170 ألف شخص حصصاً غذائية من الأممالمتحدة. وتأمل المنظمة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة «اطباء بلا حدود» في وصول وحدات عملانية متحركة الى تاكلوبان قبل نهاية الأسبوع، من اجل اجراء عمليات جراحية، بعدما دمرت نصف التجهيزات الطبية في المناطق المتضررة. واستخدم أطباء يابانيون اتوا لمساعدة ضحايا الإعصار في تاكلوبان، اجهزة للأشعة موصولة بألواح الكترونية، وذلك للمرة الأولى خلال كارثة طبيعية. وتتيح هذه التكنولوجيا التي طورت بعد كارثة امواج المد «تسونامي» التي ضربت اليابان عام 2011، للأطباء رؤية الإصابات، وتكبير الصورة عبر حركات كلاسيكية للوحة تشغل باللمس. وأعلنت الأممالمتحدة أمس، ان حوالى 13 مليون شخص تأثروا بالإعصار، بينهم 1.9 مليون تهجروا و2.5 مليون ما زالوا يحتاجون الى مساعدة غذائية عاجلة. وأبدت منظمة الصحة العالمية قلقها على مصير سكان معزولين في 20 جزيرة صغيرة. وقالت جولي هال، مندوبة المنظمة في الفيليبين «بسبب جغرافيا ارخبيل الفيليبين المؤلف من عدد كبير من الجزر، وبما ان الإعصار ألحق أضراراً بعدد كبير منها، نحتاج الى 7 برامج مساعدة منفصلة ومتزامنة على الأقل». وبسبب إحباطهم من الوصول البطيء للمساعدة طوال ايام، قرر فيليبينيون كثيرون يقيم اقاربهم في مناطق منكوبة الذهاب الى هذه المناطق ناقلين معهم مساعدات. وجلب بعضهم اكياس أرز ومعجنات وشموع، واستقلوا زوارق لبلوغ مدينة اورموك في جزيرة ليتي. ووعد عدد كبير من البلدان والمنظمات غير الحكومية والوكالات الدولية بتقديم مساعدات كبيرة مالية ومادية، فيما جمعت الأممالمتحدة 72 مليون دولار من اصل 301 مليون طلبتها. وأعلنت بريطانيا التي قررت ارسال اكبر سفينة في بحريتها، هي حاملة المروحيات «ايلوستريوز» التي يتوقع وصولها في 25 الشهر الجاري، المساهمة ب 30 مليون جنيه (اكثر من 35 مليون يورو) تضاف الى 20 مليوناً كانت وعدت بها. كما قرر الاتحاد الأوروبي تقديم 7 ملايين يورو اضافية على مبلغ 13 مليون يورو قدمها سابقاً. ويزور الرئيس الفيليبيني بنينو أكينو المناطق المتضررة اليوم، علماً انه يواجه انتقادات بسبب بطء توزيع المساعدات، وعدم تأكيد عدد الضحايا. وباشر سلاح الجو الفيليبيني نقل طعام ومياه الى قرى نائية ضربها الإعصار؟ وقال الجنرال روميو بوكويز، قائد عملية الإغاثة والمساعدة في سلاح الجو: «تنقل مروحيات تعود الى الحرب العالمية الثانية عبوات طعام تحتوي رزاً وسرديناً ومعلبات وشرائح معكرونة ومياهاً الى تجمعات يتعذر الوصول اليها بقوارب». في فيتنام، أعلنت السلطات ان الفيضانات العنيفة التي اجتاحت وسط البلاد هذا الأسبوع، أسفرت عن 6 قتلى وإجلاء حوالى 20 ألف شخص.