تاكلوبان (الفيليبين)، هانوي – رويترز، أ ف ب – أعلنت السلطات الفيليبينية أمس، مقتل أكثر من 10 آلاف شخص بسبب الإعصار «هايان» الذي اعتُبر الأقوى في التاريخ، في أسوأ كارثة طبيعية في تاريخ البلاد الحديث. وقال مسؤول بارز في الشرطة: «إن تقديرات الحكومة تفيد بمقتل 10 آلاف شخص» لافتاً إلى «تدمير بين 70 و80 في المئة من المنشآت والبنى الواقعة على مسار الإعصار». ورافقت الإعصار «هايان» أمواج عاتية بلغ ارتفاعها أمتاراً، ورياح سرعتها 315 كيلومتراً في الساعة. وقال كثيرون إن المشهد ذكّرهم بالدمار الذي سبّبته أمواج مد عاتية (تسونامي) عام 2004، من منازل مدمرة وأعمدة كهرباء مكسورة وسيارات مقلوبة وشوارع يجري فيها ناجون في حال ذهول. وقال رئيس فريق وكالة الأممالمتحدة المكلفة إدارة الكوارث رود ستامبا: «هذا دمار هائل. آخر مرة شاهدت فيها شيئاً بهذا الحجم، كان بعد تسونامي المحيط الهندي» وأسفر عن 220 ألف قتيل. وكان ستامبا يزور تاكلوبان، عاصمة إقليم لييتي التي تبدو مع بالو الواقعة في الإقليم ذاته، من المدن الأكثر تضرراً بالإعصار. وأشار مسؤول في الخارجية الفيليبينية إلى «دمار هائل»، مضيفاً أن «شريطاً طوله كيلومتر على الساحل، دُمرت فيه المنازل بالكامل». وكان جيف ماسترز، وهو خبير أميركي في الأرصاد الجوية، اعتبر أن «هايان هو أقوى إعصار يضرب الأرض في التاريخ»، وصُنِّف في الدرجة 5 الأعلى. والرقم القياسي السابق سجله الإعصار «كاميل» الذي ضرب ولاية ميسيسيبي الأميركية عام 1969. وأعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل أن بلاده ستقدّم مروحيات وطائرات وسفناً ومعدات للبحث والإنقاذ، بعد طلب من مانيلا، فيما خصصت أستراليا ونيوزيلندا مساعدة مقدارها حوالى نصف مليون دولار أميركي، إلى الصليب الأحمر في الأرخبيل. كما أن «برنامج الغذاء العالمي» التابع للأمم المتحدة و«صندوق الأممالمتحدة للطفولة» (يونيسيف) أرسلا مواد صحية وغذائية. وأرسلت الحكومة 15 ألف جندي وطائرات محملة بمعدات ومروحيات، إلى المناطق الأكثر تضرراً. لكن مسؤولاً في وزارة الداخلية نبّه إلى أن «أي مساعدة تُقدّم، لن تكون كافية». إلى ذلك، أعلنت السلطات الفيتنامية إجلاء أكثر من 600 ألف شخص من أكثر من 174 ألف منزل، قبل وصول «هايان» اليوم. وأشار مسؤولون فيتناميون إلى مقتل أربعة أشخاص خلال استعدادهم لمواجهة الإعصار، أثناء قطع أشجار أو تدعيم منازلهم.