تمكّنت قوات الجيش من استعادة مصفاة بيجي النفطية، كبرى مصافي النفط في العراق، من تنظيم «داعش» بعد يوم من سيطرة الجيش العراقي على قضاء بيجي إثر معارك جرت بين الطرفين أجبرت عناصر «داعش» على الانسحاب. وأوضحت مصادر أمنية ميدانية في صلاح الدين أن قوات الجيش تمكّنت من تأمين محيط المصفاة عبر هجوم من جانبها الأيسر، وتمكّنت من الوصول إلى إحدى بوابات المصفاة ودخلتها لتلتقي بالقوات الأمنية المرابطة في مركز المصفاة منذ شهور تحت الحصار من عناصر «داعش». واعتبر ضابط برتبة عقيد في قوات التدخل السريع التابعة للشرطة، أن فك الحصار عن المصفاة يحمل أهمية «استراتيجية وعسكرية»، ويساهم في «قطع الإمدادات» عن محاور يتحرك فيها التنظيم. ونقلت قناة «العراقية» شبه الرسمية عن ضباط في محافظة صلاح الدين قوله إن قوات من الجيش تضم عناصر من الفرقة الذهبية «الخاصة» تمكّنت من تطهير محيط مصفاة بيجي بعد هروب عناصر «داعش» من مواقعها. ولفتت المصادر إلى أن القوات التي شاركت في تحرير قضاء بيجي ضمت قوات من شرطة وقيادة عمليات محافظة صلاح الدين بالإضافة لجهاز مكافحة الإرهاب وعناصر من متطوعي الحشد الشعبي. وأعلنت وزارة الدفاع أن طلعات جوية نفذتها مروحيات الجيش الليلة قبل الماضية أدت إلى تدمير ثلاثة صهاريج مفخخة بالقرب من معمل الأسمدة في قضاء بيجي شمال مدينة تكريت. وتعد بيجي أول مدينة تتمكن القوات العراقية من استعادتها، مدعومة من الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، ومسلحين موالين لها. وكانت قيادة عمليات صلاح الدين أعلنت أول من أمس أن القوات الأمنية وصلت إلى جسر «البو جواري»، القريب من مصفاة بيجي بعد تقدم واسع للقوات الأمنية على الأرض، ما ساهم في انسحاب عناصر «داعش» من محيط المصفاة. وتوقفت مصفاة بيجي عن العمل منذ حزيران (يونيو) الماضي بعد سيطرة تنظيم «داعش» على أجزاء منها، الأمر الذي أثر على انتاج الوقود في المحافظات الشمالية والأنبار بسبب توقف انتاج أكثر من 300 ألف برميل يومياً، وتوفر نحو 50 بالمئة من الحاجة الاستهلاكية للعراق. إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أمس عن أن مقاتلتي «رافال» تابعتين للقوات الجوية الفرنسية شنتا ثلاث غارات الجمعة على مواقع ل «داعش» قرب كركوك شمالي العراق. وقالت الوزارة في بيان إن المقاتلتين الفرنسيتين ألقتا قنابل عدة موجَهة بواسطة الليزر (جي بي يو 12) على مواقع هجومية للتنظيم. وفي الموصل قال مصدر أمني كردي إن طائرات التحالف الدولي وقوات من البيشمركة صدت هجوماً لتنظيم «داعش» على مناطق شمال المدينة، ما أدى إلى مقتل وإصابة أكثر من 25 عنصراً منهم بالإضافة إلى مصادرة ست عجلات. وأوضح المصدر أن «معلومات استخبارية وصلت إلى البيشمركة أفادت بوجود تجمع لتنظيم داعش قرب مركز ناحية تلكيف ينوي التعرض لنا في بلدة بطنايا شمال الموصل، وتم صد الهجوم في الوقت المناسب». وفي الأنبار غرب بغداد، أفاد مصدر في قيادة عمليات الأنبار أمس، أن قوة أمنية مشتركة تابعة لقيادة عمليات الأنبار طوّقت مداخل ناحية الكرمة شرق الفلوجة من جهة منطقة التاجي ومنطقة ذراع دجلة ومنطقة بنات الحسن ومنطقة معامل الجص التي تربط الكرمة بالعاصمة بغداد استعداداً لاقتحامها. وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «قوات أمنية ستصل من بغداد إلى الكرمة لتعزيز القوة المتمركزة هناك. وأعلن مصدر أمني آخر أن القوات الأمنية بالتنسيق مع مقاتلين من عشيرة البونمر نفذوا عملية نوعية في منطقة 35 كيلو.