أكدت «وكالة الطاقة الدولية» أن أسواق النفط تتلقى إمدادات جيدة في المدى القصير، لكن الأسعار ربما ترتفع في الشهور القليلة المقبلة بسبب زيادة موسمية في الطلب ومشكلات الإنتاج في بعض الدول الأعضاء في «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك). ورأت أن تراجع الأسعار أخيراً يشكّل انعكاساً لتراجع التوتر في الشرق الأوسط. ورجّحت الوكالة استمرار التقلبات في سوق النفط مع تأثر الأسعار بالاضطرابات السياسية في ليبيا والمشكلات الأمنية في العراق وزيادة الاستهلاك خلال فصل الشتاء في النصف الشمالي من العالم. وجاء في التقرير: «تراجع الأسعار في الآونة الأخيرة قد يكون قصير الأمد نسبياً... طلب المستهلك النهائي يقترب من زيادة موسمية في حين يبدو أن استهلاك مصافي التكرير سيعاود الارتفاع بشكل كبير في تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر). وعلى رغم توقعات لمدى المتوسط تشير إلى عوامل أساسية مريحة، وأرقام في الربع الأول تبعث على الاطمئنان من الناحية النظرية، فإن الدورات القصيرة المدى التي قوضت الأسعار في الفترة الأخيرة قد تتسبب قريباً في تجدد الضغوط الصعودية». ولفت التقرير إلى أن «مشكلات الإنتاج في ليبيا والعراق وغيرهما، مستمرة بلا هوادة وقد تدعم السعر في السوق». واعتبرت الوكالة أن إنتاج منظمة «أوبك» تراجع للشهر الثالث على التوالي في تشرين الأول 105 آلاف برميل يومياً إلى 29.89 مليون برميل ما يقل عن تقديرها للطلب على نفط المنظمة هذه السنة. وتتوقع وكالة الطاقة أن ينخفض الطلب على نفط «أوبك» العام المقبل إلى 29.1 مليون برميل يومياً، وتشير إلى أن المعروض من خارج المنظمة يزداد سريعاً بسبب طفرة النفط الصخري في أميركا الشمالية. ويُتوقع أن ينمو إجمالي استهلاك النفط نحو مليون برميل يومياً هذا العام بسب خفض توقعات النمو الاقتصادي. ويُتوقع أيضاً نمو الاستهلاك 1.1 مليون برميل يومياً في العام المقبل، ما يؤدي إلى الإبقاء على مخزون النفط العالمي عند مستويات مريحة. العراق إلى ذلك، أعلن مسؤول كبير في قطاع النفط العراقي توقع استئناف «شلومبرغر»، أكبر شركة للخدمات النفطية في العالم، عملياتها في أكبر حقل نفط عراقي الأسبوع المقبل بعد احتجاجات عنيفة في موقع الشركة. وأبلغ رئيس اللجنة الاستشارية لمجلس الوزراء العراقي، ثامر غضبان، أن الوضع في حقل الرميلة الذي تديره «بي بي» في جنوبالعراق أصبح هادئاً وأن «شلومبرغر» تستطيع استئناف العمل. ولفت إلى أنه لم يحدث تراجع في الإنتاج أو الصادرات خلال الأزمة. وأكد أن لا تراجع في إنتاج النفط أو الصادرات جراء العنف في حقل الرميلة الجنوبي. الى ذلك أبدت شركة «دي أن أو انترنشونال» النروجية للنفط تفاؤلاً بشأن إمكانات حقل طاوكي في شمال العراق، وذلك في معرض الإعلان عن نتائج الربع الثالث من العام والتي فاقت التوقعات. وبلغت أرباحها الصافية 282 مليون دولار مقارنة بتوقعات تبلغ 262 مليون دولار لمحللين استطلعت وكالة «رويترز» آراءهم، وصعوداً من 98 مليوناً قبل سنة. ولفتت إلى أن الحقل ينتج نحو 155 ألف برميل يومياً لكن يمكن زيادة إمداداته إلى 200 ألف. الأسعار واستقرت العقود الآجلة ل «برنت» فوق 107 دولارات للبرميل مع محاولة المستثمرين الموازنة بين تصريحات تصب في اتجاه الانعاش النقدي من مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي، وتوقعات بزيادة مخزون الخام الأميركي. وتعتقد الرئيسة الجديدة للمجلس جانيت يلين، أن أمامه عملاً جدياً لمساعدة الاقتصاد. وارتفع سعر «برنت» 16 سنتاً إلى 107.28 دولار للبرميل. ونزل الخام الأميركي سنتين إلى 93.86 دولار للبرميل بعد أن أغلق مرتفعاً 84 سنتاً.