أكدت وكالة الطاقة الدولية أمس ان اسعار النفط المرتفعة بدأت تؤثر في الطلب الذي بدأ يميل الى التراجع منذ بضعة اشهر، وأبقت في الوقت ذاته توقعاتها للطلب العالمي على حالها لهذه السنة ككل. وكتبت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً، في تقريرها الشهري الذي نشر أمس: «هناك خطر حقيقي الا يكون بقاء اسعار النفط فوق مئة دولار للبرميل متوافقاً مع وتيرة الانتعاش الاقتصادي». وكانت الوكالة أكدت في وقت سابق «ان نمو الطلب العالمي للنفط يظهر اشارات تباطؤ منذ بضعة اشهر متأثراً بالاسعار المرتفعة جداً». لكن الوكالة وبعد ست مراجعات متتالية ابقت توقعاتها للطلب على النفط على حالها لهذه السنة فتوقعت كما الشهر الماضي ان يبلغ المتوسط اليومي للطلب 89.4 مليون برميل هذه السنة، بزيادة 1.6 في المئة قياساً بالعام الماضي. ورجحت الوكالة حصول طلب مرتفع من جانب دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، متوقعة خصوصاً ان يزيد استهلاك اليابان اعتباراً من الفصل الثاني من عام 2011 لاعادة اعمار البلاد بعد الكارثة النووية. لكنها رجحت حصول انخفاض في طلب الدول غير الاعضاء في المنظمة التي تضم بلداناً متقدمة. وتراجع الانتاج العالمي للنفط في آذار (مارس) بحسب تقرير الوكالة، بمقدار 700 الف برميل يومياً الى 88.3 مليون بسبب انخفاض الانتاج في ليبيا بنحو 70 في المئة بحسب الوكالة. وقد تراجع الانتاج بمقدار نحو 935 الف برميل في اليوم الى 450 الف برميل في اليوم وبات شبه مجمد بعد الهجوم على عدة حقول نفطية في شرق البلاد، بسحب الوكالة. وهكذا انخفض عرض الدول الاعضاء في «اوبك» بمقدار 890 الف برميل يومياً. وتوقعت الوكالة ان يستمر وقف الانتاج في ليبيا اشهراً، لافتة إلى أن هذا الانخفاض في الانتاج عوضه ارتفاع في العرض الصيني والبرازيلي. ويبقى انتاج دول «اوبك» من جهته اعلى من مستويات السنوات الماضية وذلك يعود خصوصاً الى ارتفاع للانتاج في السعودية منذ بداية السنة كما أشارت الوكالة. وأكد مصدران في قطاع النفط في السعودية أن المملكة، وهي أكبر بلد مصدر للنفط في العالم، خفضت الإنتاج في شكل غير رسمي نحو 500 ألف برميل يومياً بعدما زادته في آذار لتعويض نقص الإمدادات الليبية. ولفت مصدر ثالث إلى أن المملكة أنتجت في شكل موقت ما بين تسعة ملايين و9.2 مليون برميل يومياً خلال جزء من آذار. وأفاد أحد المصدرين الأولين بأن «السعودية تنتج الآن نحو 8.5 إلى 8.6 مليون برميل يومياً، وسبب التراجع هو تباطؤ الطلب في السوق». وقال مورتن ارنتزن، رئيس شركة «أوفرسيز» لخدمات الشحن المدرجة في الولاياتالمتحدة، إن إيران تخزن ما قد يصل إلى 38 مليون برميل من النفط الخام بسبب العقوبات الدولية التي تزيد من صعوبة التصدير، مشيراً إلى أن طهران تستخدم 19 ناقلة عملاقة تستطيع كل منها حمل مليوني برميل من النفط لتخزين الخام على رغم أن تركيبة سوق النفط تجعل ذلك أمراً غير ذي جدوى اقتصادية. إذ أعلن «دويتشه بنك» أنه رفع توقعاته لسعر خام «برنت» في 2011 إلى 117.50 دولار للبرميل من 107.75 دولار بحسب توقعات سابقة، وفي 2015 إلى 125 دولاراً للبرميل من 105 دولارات، ارتفعت العقود الآجلة لخام «برنت» دولاراً لتعكس اتجاهها بعدما مُنيت بخسائر في وقت سابق من التعاملات. وقفز السعر 82 سنتاً إلى 124.80 دولار للبرميل بعدما انخفض في وقت سابق إلى 121.97 دولار للبرميل. وهبط الخام الاميركي الخفيف 2.05 دولار الى 107.87 دولار للبرميل.