كثيراً ما تستوقفني أحداث، أشخاص، مواقف قد أكون فيها بطلة أو كومبارساً، متفرجة أو قارئة. وليس ما يستوقفنى الحدث نفسه، أو الشخص ذاته، بل إننى دوماً ما أشرد أمام الحدث، أو أتأمل الموقف، أو أغوص في داخل الشخص، فتنجلي لي أمور كثيرة، أو هكذا تبدو لي. من هنا كانت إطلالتي على شخص، أو موقف أو خبر، ليس لممارسة دور المتأمل فقط، لكن لعمق قد أراه في داخل أي منهم. وأثناء وحدتي التي أقتنصها من يوم مشحون، أمارس تأملاتي من خلال إطلالتي على يوم يطل... أو يطول. كشفت دراسة علمية أجريت في معهد التربية بجامعة جورج تاون الأميركية أن الأغبياء أكثر صحة وسعادة وأطول عمراً من أقرانهم الأذكياء، نظراً إلى عدم اهتمامهم بكثير من الجوانب الحياتية التي تؤدي إلى جلطات الدم بمختلف أنواعها أو السرحان الذي يسبب حوادث الطرق أو المشاجرات التي تسبب ضغوطاً نفسية واكتئاباً. كما أوضحت الدراسة أن الأغبياء يضحكون كثيراً، ولا ينشغلون بالتفكير فترات طويلة ولا يلتفتون إلى كلمات اللوم أو التوبيخ أو الندم، بالإضافة إلي ميلهم إلى النوم والاسترخاء فترات طويلة، الأمر الذي يجعل أعضاء الجسم تعمل في ثبات منتظم من دون جهد زائد. كان هذا نص الخبر الذي لفت نظري. ومن هنا تحرص سياسة الدولة المصرية على سعادة الشعب المصري وصحته من خلال العوامل البيئية المرتبطة بتنمية ذكاء الطفل أو قتله، فالأفلام الكارتون البلهاء، والمناهج الدراسية التي تلقن الطفل، والتعليم القسري، كلها عوامل تساعد على تنمية الغباء، وربما ساعدت أيضاً على قتل نسبة الذكاء الوراثية. لقد ظلمنا الحكومة والشعب معاً، فالحكومة تحرص على سعادتنا، في كل حين وفى كل مرحلة، فهي تريد شعباً غبياً لا يفهم قراراتها اللوغاريتمية ولا تصريحاتها المتضاربة، ولا قمعها الحريات، ولا تكميمها الأفواه، ليعيش سعيداً هادئ البال يهنأ بصحة جيدة. أما النسبة العالية التي كشفت عنها إحدى الدراسات بإصابة 17 في المئة من شباب مصر بالاكتئاب، فهم ممن لم ينلهم حظ وفير من الغباء فأصيبوا بجلطات أو اكتئاب أو أمراض لم تفلح أدوية التأمين الصحي في علاجها لأنها...عديمة الفعالية. ومن هنا رأت الدراسة التي ربما أجريت على جمهورية مصر العربية أن الغباء نعمة... والذكاء نقمة. وصدق الشاعر إذ قال: ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله / وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم.