طريق السعاده حينما قرأت بيت المتنبي الشهير ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله.... واخو الشقاوة في الجهالة ينعم اجتاحني شي من غرور بل عظمه بعدما صنفت نفسي سلفا مع ذو العقول وجيرت كل شقاوتي لسبب واحد هو أني من ذوي العقول الغارقين حتى النخاع في الشقاوة بسبب ذلك العقل .. بينما أعضاء شلتي الآخرون وضعتهم حسب تصنيفي ممن ينطبق عليهم الشطر الثاني من البيت. المتنبي لم يصرح في بيته من هو ذو العقل المذكور أو ما هي الصفات التي إذا ما وجدناها في شخص يستحق هذا التصنيف. ولو آني.. اشك انه كان يعني نفسه فقط.. والشيء الآخر الذي كنت أتمنى أن اعرفه هو ما هو النعيم الذي كان يعيشه المتنبي ؟ المتنبي ظل متنقلا بين بلاط الأمراء ويقال انه كان طالب أماره حتى الثمالة.. فهل كان النعيم بالنسبة له هو العيش في بلاط الأمراء.. وهل كان العقل الذي هو من أصحابه والذي يشقيه في النعيم يقصد به البحث عن الاماره . كلنا نعي أن الاماره شيْ محبب للنفس بل (برستيج) يخطف الألباب و المثل المصري يشرح ببساطه أن مجرد كلمة حكم هي ما يبعث الفرح في حياة كثير من الناس ( الحكم فرحه ولو على فرخه). للآسف علينا أن نغير بعض المفاهيم بل الأفكار التي التقطناها خلال حياتنا لنستبدلها بأفكار يمكن أن تضيف إلي حياتنا سعادة في نفوسنا وراحة ورضا بعيد عن أي تعقيدات حسابيه وخطط وهميه قد تصيب وقد تخيب. أقول هذا الكلام وأنا أتذكر المرة ألأولى التي قرأت فيها بيت أبو الطيب وصرخت في أعماقي حينها ( و جدتها.. وين البيت هذا من زمان عني) بعدها ربطت كل الشقاوة بما يدور في عقلي حتى الأهداف التي أدركت فيما بعد أنها مستحيلة والتي كان من الممكن أن تحول حياتي إلي شقاوة في شقاوة طالما أنني صنفت نفسي من ذوي العقول. ما جعلني أكثر تفكيرا بهذا الموضوع هو مقال جميل وصلني عبر الايميل لأحد الكتاب الغربيين يتكلم عن أن الإنسان يجب أن يستمتع بحاضره بغض النظر عن ما يدور في عقله من طموح أو أحلام أو ربما وعود ستغير من مركزه أو دخله في المستقبل .. فالربط بين أشياء مستقبليه والراحة بعدها هو ما يزيدنا شقاوة إلي شقاوتنا. المطلوب هو باختصار الاستمتاع بالحاضر وبكل أبعاده بغض النظر عن ما سيحدث بالمستقبل فربط رحله أو أجازه عائليه بترقيه تحتاج إلي وقت للحصول عليها ربما يطول.. هو من باب تنغيص حاضرك وإدخال الشقاوة على كل من هم في محيطك بدون داعي.. إذا استمتع بما آنت فيه الآن قبل أن تدرك أنك أضعت وقتك في انتظار المستقبل دون استمتاع في حاضر فقدته ولن يعود إليك. أحلم وهذا من أبسط حقوقك واربط ذلك با لمستقبل دون أي تأثير على استمتاع بحاضر بداع أن ذلك الحلم يشغل فكرك. بقي أن نتذكر بيت آخر لفاروق جويده يلفت النظر فيه إلي أن الجري وراء الأحلام مع ربط الحياة الحاضرة بأحلام تطارد قد تكون نتيجته خذلان وألم : قد يصبح العمر أحلاما نطاردها ......... تجري ونجري وتدمينا ولا نصل. [/frame]