أظهر أحدث إصدار من تقرير «توقعات الأغذية» الصادر عن «منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة» (فاو)، أن أسواق السلع الغذائية تتجه إلى أن تصبح أكثر توازناً وأقل تقلّباً في أسعارها، على نحو أفضل من السنوات الأخيرة بفضل تحسن الإمدادات وانتعاش المخزون العالمي من الحبوب. وصرح مدير شعبة التجارة والأسواق لدى المنظمة، ديفيد هالام، بأن «أسعار معظم السلع الغذائية الأساسية واصلت انخفاضها على مدى الأشهر الأخيرة، ويُعزى ذلك إلى زيادات الإنتاج وتوقعات الموسم الحالي لمزيد من وفرة الإمدادات والصادرات، والمخزون». وتعود الزيادة الحادة لإنتاج الحبوب هذه السنة إلى انتعاش إنتاج محصول الذرة لدى الولاياتالمتحدة والحصاد القياسي للقمح في بلدان رابطة الدول المستقلة. أما الإنتاج العالمي للرز فيُتوقع أن ينمو على نحو متواضع. ويُرجح أن تنمو أرصدة المخزون العالمي حتى نهاية العام المقبل بنسبة 13 في المئة إلى نحو 564 مليون طن، وستسجل الحبوب الخشنة وحدها نمواً مقداره 30 في المئة. ويُتوقع أن ينمو مخزون القمح والرز أيضاً، 7 و3 في المئة على التوالي. ومن شأن هذا التوسع في الأرصدة العالمية من الحبوب أن يرفع معدل المخزون إلى الاستخدام بنسبة تصل إلى 23 في المئة، على نحو يفوق كثيراً أدنى مستوى تاريخي بلغ 18.4 في المئة لهذا المعدل ما بين عامي 2007 و2008. وأورد أحدث توقعات الأغذية الصادرة عن منظمة «فاو» لهذه السنة، أن فاتورة الواردات الغذائية العالمية تتجه إلى الانخفاض بنسبة ثلاثة في المئة إلى نحو 1.15 تريليون دولار مع تراجع كلفة واردات الحبوب والسكر والزيوت النباتية والمشروبات الاستوائية، حتى وإن كانت أسعار الألبان واللحوم والأسماك ستظل ثابتة. إلى ذلك، ارتفع مؤشر أسعار المواد الغذائية لدى المنظمة خلال تشرين الأول (أكتوبر) إلى ما يبلغ نحو 205.8 نقطة، مقارنة بمستواه البالغ 2.7 نقطة أو 1.3 في المئة خلال أيلول (سبتمبر). ومع ذلك فلا يزال المؤشر أدنى من مستواه بنحو 5.3 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وتُعزى هذه الزيادة الطفيفة إلى ارتفاع مفاجئ في أسعار السكر. وشهد المؤشر الدولي ل «فاو»، كمقياس لمدى التغير الشهري في الأسعار الدولية لخمس مجموعات رئيسية من السلع الغذائية، بعض التغيرات في طريقة احتسابه، حتى وإن لم يعدِّل النهج الجديد كثيراً من القِيَم المسجلة في السلسلة. وأورد التقرير توقعات للسلع الأخرى. فتوقع أن يرتفع الإنتاج العالمي من الكسافا للسنة الخامسة على التوالي ليصل إلى 256 مليون طن هذه السنة، نتيجة تزايد الطلب على الغذاء عموماً في القارة الأفريقية وزيادة الاستخدامات الصناعية للكسافا في شرق وجنوب شرقي آسيا، بخاصة لإنتاج الايثانول والنشا. ورجّح أن يرتفع إنتاج السكر في العالم بزيادة طفيفة فقط للفترة 2013 - 2014، حيث يُتوقع أن يأتي ارتفاع الإنتاج محدوداً في البرازيل باعتبارها أكبر منتج ومصدِّر للسكر في العالم، نظراً إلى أن ظروف الطقس غير المؤاتية أعاقت عمليات الحصاد. ومن المتوقع أن ينمو استهلاك العالم من السكر بنحو 2 في المئة خلال الفترة المذكورة. إضافة إلى ذلك، يمكن أن يسجل إنتاج المحاصيل الزيتية أعلى معدلاته على الإطلاق، بدفع من المحاصيل القياسية لفول الصويا في أميركا الجنوبية. ويرجح للإنتاج العالمي من منتجات البذور الزيتية أن يضاهي الاستخدام العالمي للعام الثاني على التوالي. وأوضح التقرير أن الإنتاج العالمي للحوم سينمو بنسبة 1.4 في المئة هذه السنة، علماً أن الأسعار حافظت على مستويات مرتفعة تاريخياً منذ مطلع عام 2011، وليس ثمة ما يدل على تراجع الأسعار عموماً، على رغم انخفاض تكاليف العلف. وتشير التوقعات إلى نمو إنتاج الألبان في العالم خلال هذه السنة بنسبة 1.9 في المئة، ويرجح أن يأتي معظم الزيادات من جانب آسيا وأميركا اللاتينية والكاريبي، في حين سيرد نمو محدود فقط من المناطق الأخرى. وحتى مع انخفاض أسعار منتجات الألبان الدولية من ذروتها في نيسان (أبريل)، فلم تزل ذات مستويات مرتفعة تاريخياً. إلى ذلك، تواصل تربية الأحياء المائية تعزيز إمدادات الأسماك عموماً، ما دفع الأسعار إلى الهبوط من المستويات السابقة. ولم ينفك استهلاك الأسماك للفرد يتزايد باستمرار بينما يوشك ناتج تربية الأحياء المائية أن يتجاوز إنتاج الأسماك من المصايد الطبيعية كمصدر رئيس لتوريد الأسماك للاستهلاك البشري المباشر.