روما، ميلانو - «الحياة»، رويترز – أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، أن الأسعار الدولية للمواد الغذائية، «ارتفعت في شباط (فبراير) الماضي للشهر الثامن على التوالي»، إذ رصدت «زيادة في أسعار مجموعات السلع باستثناء السكّر». ولم تستبعد أن «يزيد الارتفاع الحاد غير المتوقع في سعر النفط حال عدم الاستقرار في أسواق الغذاء». وبلغ مؤشر المنظمة لأسعار المواد الغذائية في المتوسط «236 نقطة الشهر الماضي، مظهراً أعلى نسبة سجلتها، وبلغت 2.2 في المئة مقارنة بكانون الثاني (يناير) الماضي، ليكون أعلى معدل بالأرقام الحقيقية والاسمية منذ مباشرة المنظمة رصد الأسعار عام 1990». وتوقعت «فاو» حصول «تأزُّم في الإمدادات العالمية من الحبوب، وفي ميزان العرض والطلب من السلعة ذاتها بين عام 2010 وهذا العام». ولم تستبعد تسجيل «تراجع حاد في الأرصدة الدولية للحبوب نتيجة تراجع مخزون القمح والحبوب الخشنة، في ظل تنامي الطلب على الحبوب وانخفاض الإنتاج العالمي العام الماضي». ولفتت إلى أن أسعار الحبوب «ارتفعت في شكل حاد مع تصاعُد أسعار تصدير الحبوب الرئيسة منذ شباط من العام الماضي، بما يزيد على 70 في المئة». ورجّح مدير شُعبة التجارة والأسواق لدى «فاو» الخبير ديفيد هالام، أن «تُفاقم الزيادات الحادة غير المتوقَّعة في سعر النفط، حالَ عدم الاستقرار في أسواق الغذاء». وحذَّر من أن «يعزز ذلك الغموض في توقعات الأسعار»، فيما اقترب موعد بدء «الزراعة الموسمية للمحاصيل في بعض مناطق الإنتاج الكبرى». وأشارت المنظمة في تقرير لها أمس، إلى «ارتفاع مؤشر سعر الحبوب، الذي يتضمّن أسعار أغذية رئيسة مثل القمح والرز والذرة الصفراء، بنسبة 3.7 في المئة الشهر الماضي (254 نقطة)، وهو الحدّ الأعلى الذي يُسجل منذ تموز (يوليو) عام 2008». ولفتت إلى «زيادة في مؤشر أسعار منتجات الألبان بلغت 230 نقطة نسبتها 4 في المئة مقارنة بالشهر الأول من السنة، ولو أنه يقلّ كثيراً عن مستوى ذروته المسجل في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2007». ولاحظت «تحرّك مؤشر أسعار الزيوت والدهون ليسجل 279 نقطة، وهو يقل بفارق طفيف عن مستوى السعر المسجل في حزيران (يونيو) عام 2008». كما بلغ مؤشر المنظمة لأسعار اللحوم «169 نقطة، بارتفاع 2 في المئة، وتحرّك مؤشر سعر السكّر هبوطاً ليصل إلى 418 نقطة، أي أنه يقل بفارق بسيط عن الشهر السابق، ولو كان لا يزال أعلى من نسبته الشهر الماضي والبالغة 16 في المئة». وفي مجال الإنتاج، توقعت «فاو» أن «يكون مؤاتياً عموماً من المحاصيل الشتويّة في نصف الكرة الأرضية الشمالية، إذ قدّرت تسجيل زيادة عالمية في إنتاج القمح نسبتها 3 في المئة هذا العام، ما يفترض تحسّناً في إنتاج القمح لدى البلدان المنتجة الكبرى التابعة لكومنولث الدول المستقلة». وأظهر تقدير حديث لإنتاج الحبوب العالمي «زيادة 8 ملايين طنّ على توقعات أُعلنت في الشهر الأخير من العام الماضي، علماً أنه لا يزال دون مستوى إنتاج عام 2009 بفارق بسيط». كما «عُدِّل تقدير استخدام الحبوب العالمي خلال عامي 2010 و2011 ليرتفع 18 مليون طنّ منذ كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي، ويعكس معظم هذا التنقيح التغيرات في الاستخدامات الغذائية والصناعية للحبوب الخشنة، ويُعزى التغيير إلى ازدياد استخدام الذرة الصفراء لإنتاج الإيثانول في الولايات المتّحدة والتعديلات الإحصائية في ميزان العرض والطلب التاريخي للصين بالنسبة إلى محصول الذرة منذ موسم 2006 -2007». واستبعد الاقتصادي في منظمة «فاو» عبد الرضا عباسيان، في مقابلة مع وكالة «رويترز»، حصولَ «تصحيح رئيس في الأسعار المرتفعة إلى حين معرفة وضع المحاصيل الجديدة، ما يعني الانتظار حتى نيسان (أبريل) المقبل»، إذ توقع «مزيداً من التقلب حالياً مع ارتفاع أسعار النفط». وعزا الارتفاع القياسي لأسعار الغذاء العالمية الشهر الماضي إلى «عوامل خارجية، مثل النفط والعملات والاضطرابات السياسية». واعتبر أن تحرك بعض الدول الرئيسة المستوردة للحبوب ل «تكوين مخزون سعياً إلى تجنب التوترات السياسية، يؤدي إلى تفاقم حال الغموض والتقلبات في الأسواق».