لا تكاد المدينة الساحلية توشك التخلص من أزمات المياه التي تراودها بين حين وآخر، حتى ظهرت بوادر أزمة جديدة لمستها بعض الأحياء الموجودة جنوب المحافظة، من خلال وجود كثيف لأعداد الباحثين عن صهاريج المياه في أشياب كيلو 14. أذ يواجه سكان المحافظة أزمة جديدة للمياه وتكدس وانتظار للمواطنين في الأشياب، حيث رصدت «الحياة» في جولة لها أمس على أشياب كيلو 14 جنوب المحافظة طوابير للمواطنين للحصول على صهريج ماء. وأوضح المواطن علي الزهراني (38 عاماً) ل «الحياة» أنه ينتظر في صالة الأشياب منذ أكثر من أربع ساعات للحصول على صهريج مياه، ليعمل على تعبئة خزان منزله الذي انتهت منه كمية المياه منذ الأربعاء الماضي. وأضاف الزهراني «أنا بحاجة ماسة إلى صهريج مياه، إذ نفذت كميات المياه من خزان منزلي منذ يومين، وعملت على إرسال أبنائي إلى الأشياب، لكنهم لم يفلحوا في جلب صهريج مياه، وأتيت بنفسي». وقال إنه لا يعرف سبباً واضحاً لعدم وجود صهاريج المياه، إلا أنه اعتاد وأسرته على مشكلات انقطاعات المياه في جدة. من جهته، يرى أحمد الأبنوي (42 عاماً) أن مشكلة انقطاعات المياه في مدينة جدة بحاجة إلى حل جذري، إذ إنها تتكرر كثيراً، وبخاصة في الأعوام الأخيرة، مشدداً على ضرورة وضع خطط من المسؤولين في شركة المياه الوطنية تواجه من خلالها الأزمات. وقال الأبنوي إن فوضى كبيرة تعيشها أشياب كيلو 14، إذ لا يوجد نظام واضح في توزيع صهاريج المياه، ويستمر الانتظار للحصول على صهريج مياه الذي يدوم لأكثر من خمس ساعات، تاركاً مشاغلك الأسرية والاستفادة من الإجازة الأسبوعية في ذلك. بدوره، يشكو أحمد المشعل ( 36 عاماً) من سوء الخدمات التي تقدمها خدمة العملاء التابعة لشركة المياه الوطنية، إذ تواصل معهم منذ الأربعاء الماضي، للحصول على صهريج مياه، وحتى الآن لم يصل إليه صهريج المياه، لافتاً إلى اتصاله مرة أخرى بخدمة العملاء وتقديمه شكوى على التأخير في تسلم الصهريج، وحصوله على رقم لبلاغه. ويتفق المشعل مع الأبنوي، في ما يختص برصده حالة الفوضى التي تعيشها أشياب كليو 14، إذ لا يوجد التزام بوقت معين لتسلم صهاريج المياه. من جهته حاولت «الحياة» الاتصال بمدير وحدة مياه جدة عبدالله العساف للحصول على تعليق عن الأزمة، إلا أنه لم يرد. وكانت محافظة جدة مرت بأكثر من أزمة، من بينها أزمة عاشتها مطلع نيسان (أبريل) الماضي، التي طالبت خلالها الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة بضرورة وجود الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في موقع أشياب العزيزية في جدة، للنظر في حالة الشركة الوطنية للمياه، والكشف عن أسباب المشكلات الحاصلة في الأشياب، واصفة الحالة آن ذاك ب «المزرية».