عادت أزمة المياه في جدة إلى السطح مجدداً مع بداية شهر رمضان، ونقضت بذلك وعود شركة المياه الوطنية في جدة بعدم تكرار أزمة المياه في المدينة الساحلية، بيد أن الواقع أثبت عكس ذلك بحدوث أزمة مياه مع بداية رمضان، ما حدا بالأهالي إلى الاصطفاف جنباً إلى جنب في طوابير أشياب العزيزية. وعاود الأهالي مسلسل الركض والبحث في الأشياب عن «رقم» يضمن لهم «صهريج ماء» يوفر لهم عناء الاستهلاك اليومي للمياه، وبخاصة في رمضان، إذ لم تمر أشهر عدة على انتهاء أزمة الماء التي عاشتها المدينة الساحلة، حتى بدت بوادر أزمة أخرى مع أول ليلة من ليالي رمضان التي قضى فيها الكثير من السكان ساعات طويلة في الأشياب بعد انقطاع المياه عن منازلهم بشكل مفاجئ. وحاولت «الحياة» الاتصال بالمدير العام لوحدة المياه الوطنية في جدة المهندس عبدالله العساف للحصول على تفسير لتكرار الأزمة، بيد أن جميع المحاولات باءت بالفشل. ونفذت «الحياة» جولتين مسائية على أشياب العزيزية التي وجد بها مجموعة كبيرة من المواطنين في انتظار تسلم صهاريج المياه، وأبدوا أسفهم من عدم تجاوب الهاتف الذي خصصته الشركة الوطنية للمياه لطلباتهم، التي تتلخص في توفير صهاريج مياه وتوصيلها إلى المنزل، ما جعلهم يضطرون إلى المجيء إلى موقع الأشياب وتسلم الصهاريج بأنفسهم. وقضى علي النعمي (30 عاماً) أول ليلة من رمضان بعيداً عن أسرته في طوابير الانتظار في أشياب العزيزية تحت رذاذ المياه المستمر التي تبثه الأشياب في طوابيرها لتلطيف الأجواء، إذ أكد انقطاع المياه عن منزله في الشهر الواحد أكثر من خمس مرات، وهو يقطن في حي الصفا المتوافر فيه خدمات توصيل المياه إلى المنازل، بيد أنه يضطر إلى ترك الأشياب والعودة إلى المنزل في حال وصل الاكتظاظ البشري في طوابير الانتظار درجة كبيرة، لعدم استطاعته مواصلة الانتظار. من جهته، أوضح عمر العمودي (55 عاماً) الذي يقطن في حي الكندرة أن المياه في حيهم مقطوعة منذ نحو أسبوعين، مؤكداً أن الأزمة موجودة بشكل دائم وهي لا تتوقف، واتصل مراراً بخدمة العملاء حتى يحصل على صهريج مياه إلا أنه لم يجد أي تجاوب، ما اضطره إلى الذهاب بنفسه إلى الأشياب ليحصل على صهريج مياه. بدوره، طالب المواطن محمد الغامدي بإيجاد حل عاجل لمشكلات المياه التي تحدث بشكل مستمر في جدة، لافتاً إلى أن رمضان يكثر فيه استخدام كميات كبيرة من المياه، ما يتسبب في تفاقم الأزمة. وكانت محافظة جدة تعرضت لأزمة مياه نيسان (أبريل) الماضي، استمرت لأكثر من 18 يوماً، ويخشى كثير من السكان أن تستمر الأزمة الجديدة لأيام عدة، ما يزيد الوضع سوءاً، وخصوصاً مع استهلاك المياه في رمضان.