«العمارة الإسلامية: سجالات في الحداثة» كتاب صدر حديثاً للباحث علي ثويني عن «الدار العربية للعلوم، ناشرون» (بيروت) ومنشورات الاختلاف (الجزائر). يبحث الكتاب في مفاهيم التراث والحداثة المعمارية انطلاقاً من معاناة التراث حالاً من التهميش في صلب الثقافة العربية على رغم أهميته المزدوجة في كونه عاكساً لحراك الوعي من جهة ومحركاً للوعي الاجتماعي من جهة أخرى». يربط المؤلف الذي يحمل دكتوراة في تطور العمارة الإسلامية، بين مفاهيم الحداثة في الثقافة عموماً وفي العمارة حصراً، ويبحث في تياراتها، وفي تجلياتها العملية. ويقسم بحثه الى ستة فصول، يبدأها بمدخل عام الى مفهومي التراث والحداثة وسياقاتهما، وإلى سجالات حول مفهوم الحداثة الإسلامية. ويعالج في الفصل الثاني مواضيع تتعلق بالحداثة المعمارية العالمية، وبالتجربة العراقية، وبحركة ما بعد الحداثة وممارساتها، وصولاً الى الفلسفة التفكيكية وتأثيرها في العمارة، والى تفكيكية زها حديد المعمارية العراقية التي قفز اسمها الى مصاف رواد العمارة العالمية. أما الفصل الثالث فيخصصه الباحث للحديث عن التراث الإسلامي والحداثة، في سياقات وتصانيف حداثية، وفي دراسة العمارة الشعبية وارتباطها باسم المهندس حسن فتحي الذي اشتهر بتقديمه منهجية ل «عمارة الفقراء»، وفي البحث عن مفهوم «عمارة بلا معماريين» أو «العمارة الفطرية». كيفية استلهام التراث من عمائر الإسلام، وعملية التثقيف المعماري العربي وعلاقتها بالإنترنت، يجدها القارئ في الفصل الرابع. ويقدم الفصل الخامس نماذج من الممارسات المعمارية في كنف الحداثة: الطراز المعرّب، العمارة العضوية ومفهومها الإسلامي، العمارة الخليجية بين عقلانية الموروث والغلو الحداثي، تراثية المساجد وحداثة المراكز الإسلامية، المركز الإسلامي في استوكهولم، وعمارة الطفل بين التراث والحداثة. وفي الفصل الأخير ينتقد الباحث الحداثة المعمارية، ويتطرق الى مفاهيم الحضارة والمدنية والعمارة.