كشفت مصادر قريبة من ديوان الحكومة الروسية أن باريس تسعى إلى الانضمام لمشروع بناء خطي أنابيب نقل الغاز (التيار الشمالي) و (السيل الجنوبي). وبحسب المصادر فإن هذا الملف كان محور درس خلال محادثات أجراها أمس، رئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين مع نظيره الفرنسى فرانسوا فيون. وأعلن الطرفان بعد اللقاء أنهما ناقشا آفاق التعاون بين البلدين في قطاع الطاقة. وأفادت صحيفة «كوميرسانت» الروسية بأن شركة «غاز بروم» ستوقع اتفاق تعاون قريباً مع شركة كهرباء فرنسا «إي دي إف» تحصل بموجبه على حصة في خط أنابيب ( السيل الجنوبي) لا تقل عن 10 في المئة. واعتبر مراقبون أن المساعي الفرنسية للتعاون مع روسيا في قطاع الطاقة، والتي بدأت منذ عامين، ستؤدى إلى إضعاف نفوذ الشريك الإيطالي «إي إن أي» الذي كان يسعى إلى الحصول على جزء من أرباح عبور الغاز الروسي أراضي بلغاريا وحوض بحر البلطيق. ويمر «ساوث ستريم» تحت البحر الاسود، وهو منافس رئيس لخط أنابيب «نابوكو» المدعوم من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، الذي يهدف إلى تقليل اعتماد أوروبا على روسيا في الطاقة، عبر تأمين إمدادات الغاز من بحر قزوين. وترغب روسيا التي تزود أوروبا بربع احتياجاتها من الغاز ببناء خطوط أنابيب لنقل الغاز سريعاً، تتحاشى المرور عبر أوكرانيا ودول سوفياتية أخرى، بعدما تعطّلت الإمدادات في نزاعات سابقة مع كييف في شأن رسوم مرور الغاز. ويرى مراقبون أن توجه الشركة الفرنسية نحو المنتجين الروس للغاز الطبيعي يعود لازدياد احتياجاتها للطاقة، على رغم اعتمادها بنسبة 70 في المئة على الطاقة الذرية في توليد الكهرباء، بخاصة أن الشركاء التقليديين اصبحوا عاجزين عن تلبية احتياجاتها. لأن الشركة الفرنسية التي تمتلك نحو 20 في المئة من شركة «إديسون» الإيطالية للكهرباء، و95 في المئة من شركة الكهرباء الهنغارية، تزوّد أسواق هنغاريا وإيطاليا بالكهربائية. ويشكل إنتاجها للطاقة الكهربائية ربع إنتاج الاتحاد الأوروبي.