بين ليلة وضحاها أشرقت الشمس على إيمّيه صيّاح فتحوّلت من مذيعة لبنانية خفيفة الظلّ تطلّ عبر شاشة «أم تي في»، إلى ممثلة محترفة تلعب دور البطولة في مسلسل «وأشرقت الشمس» على شاشة «أل بي سي أي». هذا المسلسل يحقق نجاحاً في لبنان، والأصداء حوله إيجابية جداً، ولكن ماذا عن أداء إيمّيه؟ تجيب أنّ شهادة الأهل والأصدقاء بأدائها مجروحة، لذلك ركّزت أكثر على الاستماع إلى آراء أهل الاختصاص وفرحت بأنّ الجميع يثني على أدائها. أكثر عبارة تردّدت كانت «فاجأنا أداؤك» بما أنّ الصورة التي يعرفها فيها الناس هي صورة الفتاة اللطيفة التي تبتسم دائماً، في حين أطلّت صيّاح في الحلقات الأولى ثائرةً غاضبة. «حتّى أنا نفسي تفاجأت بعدما كنت أنتظر بفارغ الصبر كي أرى نتيجة عملي». وما كانت النتيجة في عيون نفسها؟ تقول إنّها تشاهد نفسها بدقّة بالغة وتحاول ألا تؤخذ بالمديح الذي تسمعه كي تستطيع رؤية الثغرات فتتمكّن من تحسينها في العمل المقبل. «حتّى اليوم، ما من حلقة مرّت من دون أن أعيد مشاهدتها عبر الإنترنت كي أدقّق في أدائي». وتفصح صيّاح أنّها تعيد مشاهدة نفسها في التقديم حتّى، على رغم أنّها تطلّ على الهواء منذ خمسة أعوام، فكيف بالحرّي إن كانت تُقوّم نفسها في تجربتها التمثيلية الأولى؟ عادةً يُنظر إلى الممثلات الجميلات بقسوة، خصوصاً في أدوارهنّ الأولى، وإن لم يتخصّصن في مجال المسرح، باعتبار أنّهن دخيلات على مجال الدراما، لكنّ إيمّيه اجتازت الامتحان بنجاح. تقول أنّها تخصّصت في «فنون التواصل» ودرست مادة المسرح ضمن اختصاصها وبالتالي هي ليست بعيدة من التمثيل، مفصحةً أنّها ركّزت كثيراً على المسرح أثناء دراستها لأنّها كانت خجولة جداً وأرادت أن تقوّي شخصيتها. «لقد قمت بكل ما يلزم كي أقدّم مستوى جيّداً وكي لا تكون هذه الخطوة نقطة سوداء في مسيرتي». ممثلات كثيرات جاهدن ورضين بأدوار بسيطة وتحمّلن مصاعب هذه المهنة على أمل أن يصلن يوماً ما إلى دور البطولة، في حين أنّ إيمّيه صيّاح نالت البطولة منذ الدور الأول الذي لعبته، فهل تشعر أنّها محظوظة، أو يخطر في بالها أنّها خطفت الدور من أمام ممثلاتٍ يحلمن به؟ «أنا أؤمن بأنّ كل إنسان ينال نصيبه وما من أحد يأخذ الدور من أمام شخصٍ آخر»، تقول. «لا شكّ في أنّني محظوظة جداً لأنّني نلت فرصةً، أو بالأحرى نلت الفرصة مع أل التعريف، ولكن في المقابل سعيت بكل جهد كي أستفيد منها». وتؤكّد أنّ فكرة «خطف الدور من أمام أخريات» كانت ستكون صالحة لو أنّ اختيارها تمّ عن طريق الواسطة، لكنّها خضعت لتجربة أداء دقيقة، وأسند الدور إليها بعدما نجحت في تلك التجربة، وهذا الأمر أعطاها ثقة أكبر بنفسها. «حين اتصلوا بي وأخبروني أنّني سألعب دور «جلنار» كدت أطير من الفرح لأنّني كنت قرأت النص وأُغرِمت بتلك الشخصية». إيمّيه تعي أنّ دورها في هذا المسلسل سينقلها إلى مكان جديد وسيفتح أمامها أبواباً جديدة، وهنا لا بدّ من السؤال: هل ستكبر «الخسّة» في رأسها، كما نقول باللهجة اللبنانية، وسوف تتكبّر معتبرةً أنّها نجمة ساطعة لا تقبل إلاّ بالأدوار المهمة؟ تسارع إلى القول ضاحكةً: «أوّلاً، ليس عندنا خس... لم نزرع منه»، ثمّ تتابع بجدية: «دور «جلنار» سيكون محطة مفصلية في حياتي المهنية، إنّما لن أتصرّف كأنني النجمة الكبيرة، ولكن في الوقت ذاته سأختار أدواري المقبلة بعناية شديدة احتراماً لما وصلت إليه». وتشير إيمّيه إلى أنّ الإنسان عليه أن يطمح دائماً إلى التقدّم والتطوّر لذلك لن يكون مفاجئاً أن ترفض دوراً في مسلسل مستواه أقلّ من «وأشرقت الشمس». هنا نلفت انتباهها إلى أنّ هذا المسلسل مستواه عالٍ جداً وكان عليه الانتظار خمسة أعوام كي يبصر النور، وبالتالي ليس من السهل أن تجد مسلسلاً مستواه أكبر بعد، فتجيب: «إذاً لن تكون مهمّتي سهلة». ثمّ بعد لحظات من الصمت تقول: «حين أفكّر كيف عُرِض عليّ هذا الدور وكيف تتابعت الحوادث كي أشارك في هذا العمل، أؤمن بأنّ لا شيء مستحيلاً». ما الخطوة التالية التي تخطّط لها إيمّيه؟ تعلن أنّها لا تخطّط لشيء محدّد. الصورة العامّة التي تراها هي أنّها تريد أن تبقى في مجال التقديم وفي مجال التمثيل، على أمل ألا تُضطر إلى الاختيار بينهما. وماذا إذا اضطرت إلى الاختيار؟ «عندها سأترك الفرصة تقودني إلى حيث يجب أن أكون».