تنهمك الممثلة داليدا خليل في التحضير لمسلسلٍ جديد يتمّ تصويره كي يُعرَض في شهر رمضان المقبل. المسلسل عنوانه «العشق المجنون» من كتابة وإخراج زهير أحمد قنّوع، إنتاج «مروى غروب»، وبطولة داليدا وباسم مغنية ونخبة من الممثلين اللبنانيين والسوريين. في هذا المسلسل تلعب داليدا دور ياسمين، رسّامة ستعيش قصّة حب مجنونة. وكانت داليدا انتهت من تصوير الفيلم السينمائي «حلوة كتير وكذابة» الذي يُعتبر الحلقة الأخيرة من مسلسل «حلوة وكذّابة»، وهو من كتابة كارين رزق الله وإخراج سيف شيخ نجيب وبطولتها إلى جانب الفنان زياد برجي، ومن إنتاج «مروى غروب». وفق داليدا، الفيلم سيكون ممتعاً جداً، وتعتبر أنّها محظوظة لأنّها استطاعت التمثيل والغناء في فيلم سينمائي. شعور مسبق «حلوة وكذّابة» الذي حقق نجاحاً جماهيرياً لافتاً استطاع أن ينقل داليدا خليل إلى مكانة أعلى في الشهرة والنجومية. هل كانت تتوقّع كل هذا النجاح للعمل؟ تجيب أنّها شعرت بأنّه سيلقى أصداءً إيجابية خصوصاً أنّ فريق العمل كان على موجةٍ واحدة وقلب واحد، لكنّها لم تتوقّع أن يصل النجاح إلى هذه الدرجة حيث يوقفها الكبار والصغار على الطريق كي يسلّموا عليها. نسألها مبتسمين: «هل ما زلتِ تستطيعين التحرّك بحرّية على الطريق أم يمنعك المعجبون من الوصول إلى حيث تذهبين؟»، تضحك، ثمّ تقول بجدّية: «ما زلت الفتاة نفسها، وما زالت شخصيتي على حالها». وتوضح داليدا أنّها ما زالت تتابع حياتها في شكلٍ عادي لأنّها تدرك تماماً أنّها حين تغيّر طريقة تصرّفها مع الناس سيفضّلون عدم التعاطي معها. «المرء يشعر عند مشاهدتي بأنّني قريبة منه، فإذا التقى بي في الشارع وتصرّفت بمنطقٍ يدل على أنّني بعيدة عنه أو أنني أهمّ منه، سيشعر بأنّه تعرّض للغشّ وسيقوم بردّ فعل سلبي». تُفاجأ داليدا بأنّ الناس متأثرون بالمسلسل إلى درجةٍ تجعلهم ينادونها حين يلتقون بها: «الحلوة الكذابة»، على رغم أنّ اسمها في المسلسل هو داليدا أيضاً. هل تضحك خليل عند مشاهدة المسلسل؟ «أضحك كثيراً وأنتظره مثل باقي الناس» تجيب. أكثر مَن يلفتها في المسلسل شخصية مارسيل مارينا، مع التشديد على أنّ «معظم شخصيات المسلسل قريبة من القلب وخفيفة الظل». «مارسيل مارينا تملك قدرة مميزة على التحكّم بردود أفعالها وتعابير وجهها، وتستطيع أن تنقل طاقةً كبيرة إلى المشاهدين من دون أن تقول كلمةً واحدة حتّى». كيف تصف داليدا تجربتها التمثيلية مع زياد برجي؟ تؤكّد أنّ التعاون مع برجي ممتع جداً لأنّه، في الناحية الأولى، فنان محترف بحق، إضافة إلى أنّه إنسان خفيف الظل وعميق ولطيف ومتواضع. «كل المَشاهد التي جمعتنا معاً كانت مميّزة ولم يحصل أي نقاش أو سوء تفاهم، فنحن الاثنين كان هدفنا الأساسي نجاح العمل، ولم نقع في فخ أن يسعى أحدنا إلى السيطرة على الآخر أو إلى التميّز على حساب الآخر»، تؤكّد داليدا. نقلة أول مرة مسلسل «أوّل مرّة» بالنسبة لداليدا خليل هو الذي شكّل النقلة النوعية عند الوسط الفني في مسيرتها المهنية، أمّا مسلسل «حلوة وكذّابة» فهو المحطة المفصلية التي أوصلتها إلى جمهور عريض يبدأ بالأطفال ويمتدّ إلى الكبار في السنّ، على حدّ ما تقول. أمّا السؤال الذي يخطر في بال كثر، خصوصاً ممّن يعملون في مجال الدراما: هل صار رأسها فوق النجوم بعدما حققت كل هذه النجومية؟ هل صارت تتعامل مع نفسها على أنّها نجمة الصف الأول التي بإمكانها أن تفرض الشروط التي تريدها؟ «أبداً» تسارع إلى القول مع ابتسامة مستغربة، «فلا ضرورة لأفعل كلّ ذلك لأنني مرتاحة كما أنا». ألن تستفيد من السلطة التي يمنحها إياها النجاح والشهرة كي توافق مثلاً على الشخص الذي يشاركها بطولة الأعمال المقبلة؟ تشدد داليدا على فكرة أنّها تقوم بواجبها وتترك كل شخص يقوم بمهمته، لافتة إلى أنّها مَا كانت حصلت على فرصتها في بطولة مسلسل «أوّل مرّة» لو أنّ الممثل بيتر سمعان مثلاً رفض أن تلعب هي ذلك الدور. «هل من الممكن أن أسمح لنفسي بأن أرفض اسم ممثلٍ لمجرّد أنّني صرت مشهورة أو لمجرّد أنّه غير معروف؟» تسأل داليدا. النجاح الجماهيري الذي حققته داليدا خليل اليوم هل يُشعرها بثقل المسؤولية في اختيار أدوارها المقبلة حيث لم يعد من مجال لأي خطوة ناقصة؟ «اختيار أدواري يتمّ عادة بهدوء ورويّة لأنّ التسرّع ممنوع، لكن الآن بات التسرّع خطيراً ومن شأنه أن يسبب أضراراً أكبر من قبل، لكن هذا لا يعني أنّ كل الأعمال التي سأقدّمها في الأيام الآتية ستحقق النجاح نفسه الذي أحققه الآن. ففي النهاية ما من ممثل، حتّى في هوليوود، يمكن أن يحافظ على مستوى واحد من النجاح الجماهيري». وتنفي داليدا أنّها سترفض أي دور لمجرّد أنّه ليس دور بطولةٍ مطلقة، مؤكّدة أنّها تنظر إلى أهمية الدور وليس إلى مساحته. «لا يمكنني مثلاً أن أرفض دور فتاة تعاني انفصاماً في الشخصية أو جاسوسة لمجرّد أن مساحة الدور صغيرة».