حين كتبت الممثلة وكاتبة السيناريو اللبنانية منى طايع سيناريو مسلسل «أشرقت الشمس» لم تكن تعرف أنه سيكون عليها الانتظار طيلة خمسة أعوام قبل أن يبدأ تصويره لما يحتاج من إنتاج ضخم ينقل صورة مقنعة عن حوادث حصلت بين عامي 1900 و1916. انتظرت طويلاً ولكن ليس عبثاً، إذ انتهى أخيراً التصوير الذي دام نحو 90 يوماً في مناطق نائية، وبدأت عملية المونتاج كي يكون المسلسل جاهزاً للعرض في تشرين الأول (أكتوبر)، على إحدى أبرز المحطات اللبنانية. كلفة الإنتاج فاقت المليون دولار، لذلك كان لا بد من التعاون بين أكثر من شركة إنتاج، فاجتمعت شركات: M&Mpro (ميلاد أبي رعد)، رؤى للإنتاج، وChelae Production. هذا الإنتاج الكبير سيلاحظه المشاهدون حين يدققون بنوعية الإضاءة والصورة التي تقدّمها الكاميرا المتطوّرة HD التي بها تم تصوير المسلسل بكامله، وحين يرون عدد الأحصنة الكبير يقودها الخيّالة، وعدد الكومبارس الذي يفوق الخمسين داخل خمّارة أو يفوق المئة في تظاهرات في الشارع. التكاليف كانت كبيرة لأنّ الجهات المنتجة لم ترضَ بأنصاف الحلول، فنذكر مثلاً أنّها حجزت فندقاً قديماً بكامله في منطقة البحصاص لأنّه يحافظ في داخله على أثاث أثري. التعب في تنفيذ هذا العمل لم يكن سهلاً على المخرج شارل شلالا إذ كان عليه أن ينتبه للشاردة والواردة كي لا يظهر أي تفصيل يدل على عصرنا الحالي، فممنوع مثلاً ظهور الزفت أو أعمدة الكهرباء أو القابس الكهربائي... وفي المقابل كان يجب التنبّه إلى ما كان مستعملاً في تلك الحقبة من ثياب وأحذية وماكياج وبقية التفاصيل. في بعض الأحيان كان على فريق العمل أن يقود مسافة ثلاث ساعات في السيارة للوصول إلى أماكن بعيدة عن مظاهر التحضّر. المخرج شارل شلالا يرفض أن يعطي رأياً مسبقاً عن العمل خوفاً من أن يبدأ الجمهور بتخيّل مَشاهدٍ رآها في أفلام تاريخية في هوليوود فيأخذ المسلسلَ بذلك إلى أماكن بعيدة عنه. يكتفي بالقول إنّ «أشرقت الشمس» تمّ تنفيذه بأفضل ما يمكنهم تقديمه، وكل الباقي يخضع لذوق المشاهدين. الممثلون في هذا المسلسل كثر وعدد كبير منهم ينتمي إلى ممثلي الصف الأول. الفنان غسان صليبا الآتي من المسرح الرحباني ليشارك للمرّة الأولى في مسلسلٍ تلفزيوني سيراه المشاهدون بصورة قريبة جداً إلى صورة «سيف البحر»، الشخصية التي لعبها في مسرحية «صيف 840». الممثل جوزيف بو نصّار يطل في شخصية تعلق طويلاً في أذهان الناس، وكذلك الممثلة ألسي فرنيني. كل ممثل شارك في هذا العمل ينتظر رؤية النتيجة بحماسة مثل يوسف الخال ورولا حمادة ورودريغ سليمان وتاتيانا مرعب ونهلا داوود وطوني مهنا ونقولا دانيال وميشال أضباشي وكريستينا صوايا وختام اللحام... إضافة إلى مقدّمة البرامج إيميه صيّاح في تجربتها التمثيلية الأولى، ومارون ساسين وفادي متري الذي شارك في أفلام فرنسية.