اضطر الطبيب الفلسطيني سليم صقر إلى إجراء عملية جراحية في عيادته الطبية في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، من دون كهرباء، مستعيناً ببطارية كشّاف إضاءتها ضعيفة. واستغرقت العملية التي أجراها صقر للمريض علم صادق، وهو صحافي مغترب جاء من مصر لزيارة والديه في غزة، 45 دقيقة. وساعده فيها ممرّض كانت مهمته فقط الإمساك بالبطارية خلال إجراء العملية. ويعاني قطاع غزة من أزمة حادة في الكهرباء، إذ لا يصل التيار لمنازل المواطنين أكثر من خمس ساعات في اليوم، وذلك بسبب نقص إمدادات الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. ويتحدث علم عن تجربته، قائلاً: "أتيت للعيادة لتشخيص أكياس ذهنية تسبّب لي الألم أسفل ظهري، فقرر الطبيب إزالتها من خلال عملية جراحية في عيادته، وكان التيار الكهربائي مقطوعاً، وطلب مني الطبيب الموافقة على إجرائها بالإستعانة ببطارية كشّاف إضاءتها ضعيفة، فوافقت على طلبه". ويضيف: "كنتُ خائفاً بسبب ضعف الإضاءة، لكن مع مرور الوقت ودخولي تحت تأثير التخدير الموضعي، لم أعد أشعر بألم، وكان تفكيري منصباً نجاح العملية، وعدم حدوث أي شيء غير محسوب أثناء الجراحة". لكنه يستدرك: ""انتهت العملية، وبعدها غادرت العيادة إلى بيتي، وشاهدت صور الجراحة، وقلت لنفسي إن الموافقة عليها كانت لحظة تهوّر، لأن أي خطأ كان سيحدث مضاعفات خطيرة على صحتي".