ناقش «الملتقى العربي - الألماني الرابع للطاقة» الذي عقد في برلين، فرص التعاون في الطاقات التقليدية والمتجددة بين الدول العربية وألمانيا على المستويين الحكومي والخاص. وشارك في الملتقى الذي أعدته «غرفة التجارة والصناعة العربية - الألمانية» في برلين (الغرفة) للسنة الرابعة على التوالي، خبراء ومسؤولون عرب وألمان. وتحدث وكيل وزارة الاقتصاد الألمانية، شتيفان كابفارر، في جلسة الافتتاح فشدد على استعداد الوزارة لمواصلة تعميق التعاون المشترك في مجالات الطاقات التقليدية والبديلة. كما تحدث رئيس «هيئة أكرا السعودية للطاقة»، عبدالله محمد الشهري، ورئيس «هيئة قطر للطاقة»، خالد الحجري وسفير السعودية في ألمانيا، أسامة شبكشي، ونائب رئيس غرفة التجارة والصناعة العربية - الألمانية، أولاف هوفمان، وأكدوا أهمية جمع الخبرة الألمانية مع رغبة كثير من الدول العربية بالاستثمار في الطاقة، خصوصاً الشمس والرياح. وعالج خبراء عرب وألمان في ست جلسات متتالية مواضيع مثل عمل الطاقة وتأمين إمداداتها، والعوامل المتغيرة فيها وحولها، والأطر والتمويل اللازمة لها، والعلاقة بين المياه والطاقة، وإنشاء شبكات النقل الذكية والمحطات الافتراضية، والاتجاهات الحالية والمستقبلية للطاقات البديلة. واتفق المشاركون في الملتقى على أهمية رفع مستوى التعاون والتشاور بين الجانبين، والعمل على تنفيذ المشاريع العامة والخاصة لما فيه مصلحة الجميع. وتقدّر الاستثمارات المتوقعة في المنطقة في هذا القطاع بين عامي 2013 و2017 بحوالى 740 بليون دولار. وتتوقع «الوكالة الدولية للطاقة» زيادة الطلب العالمي عليها خلال العقود المقبلة بفضل النمو الاقتصادي والسكاني المتسارع في الشرق الأوسط بمقدار الثلث حتى عام 2035. وترى الدول العربية في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، قطاعاً إنتاجياً جديداً لتصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة، وإلى أوروبا في مرحلة مقبلة، إضافة إلى النظر إليه كبديل استراتيجي لها في حال نضوب مواردها من النفط والغاز. وثمة طرق عدة لتصدير الكهرباء النظيفة إلى أوروبا، أولها، وهو الأقصر والأقل كلفة، من طريق المغرب - إسبانيا، والثاني من طريق سورية وتركيا، والثالث من طريق تونس والجزائر إلى إيطاليا بحراً. وسيساهم هذا الأمر في تأمين موارد مالية متزايدة للدول المعنية في الشرق الأوسط في المستقبل. ورأى الأمين العام ل «الغرفة» عبدالعزيز المخلافي، أن الدول العربية «تملك ثروات طبيعية هائلة في مجال الطاقة يمكن تسويقها في ألمانيا في شكل جيد، كما أن للألمان تقنيات وبرامج وبحوث متطورة في مجال الطاقة يمكن الدول العربية الاستفادة منها». وشدد في تصريح إلى «الحياة»، على أهمية العمل بهدف تنويع مصادر الطاقة في البلدان العربية، والانفتاح على مصادر الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أن السعودية تريد مستقبلاً إنتاج نصف حاجتها من الطاقة من مصادر الطاقة البديلة فيما يسعى كل من المغرب وقطر والإمارات، إلى تغطية 40 في المئة من حاجتها من خلال الطاقة الشمسية. وتحدث المخلافي عن تحديات عدة قد تعرقل جزءاً من التعاون المشترك، أولها تحدي الأوضاع السياسية في الدول التي لم تستقر سياسياً بعد انتفاضات «الربيع العربي». لكنه أوضح أن ذلك لا يعني أن المستثمرين الألمان غير مهتمين بهذه الدول، بدليل أن عدد الشركات الألمانية المستثمرة في تونس وصل إلى 170 شركة في مختلف المجالات، منها الطاقة.