أعلن وزير الطاقة والماء والبيئة المغربي فؤاد الدويري أن المغرب أطلق برنامجاً استثمارياً كبيراً في قطاع الطاقات المتجددة بكلفة 130 بليون درهم (15 بليون دولار) بين عامي 2012 و2016 لتمويل مشاريع لإنتاج الكهرباء الحرارية وزيادة سعتها إلى خمسة غيغاواط، 2.7 منها طاقة متجددة مستخرجة من الألواح الشمسية وطواحين الرياح من خلال تقنيات جديدة تسمح للمغرب أن يكون رائداً في هذه الأنواع من الطاقات الحرارية في جنوب البحر المتوسط وشرقه. وأكد أن تلك المشاريع مفتوحة أمام الشركاء الدوليين وتتيح مزيداً من التعاون والشراكة المالية والتقنية. ولفت خلال لقاء حول «الطاقات المتجددة» نظمته غرف التجارة السويسرية في الدارالبيضاء إلى أن بلاده ستبني خمس محطات للطاقة الشمسية بهدف إنتاج 2000 ميغاواط من الكهرباء بحلول عام 2020 تغطي 42 في المئة من الاحتياج الحراري، كما يمكن تصدير بعض فائض الطاقة الشمسية إلى دول في الاتحاد الأوروبي. وستبنى المحطة الأولى في وارزازات لإنتاج 500 ميغاواط بحلول عام 2015 بكلفة نحو بليون دولار، وهي الصفقة التي فازت بها «مجموعة اكوا» السعودية الدولية»، مشيراً إلى أن سعر الكهرباء في المغرب هو الأدنى مقارنة بدول المنطقة، كما أن الطاقات المتجددة ستُتيح إنتاج كهرباء نظيفة ومنخفضة الكلفة مقارنة بالأنواع الأحفورية. وأكد الوزير، الذي زار برلين أخيراً لمناقشة فرص التعاون المغربي - الألماني في مجال الطاقات الجديدة، أن بلاده منفتحة على التعاون الدولي في مثل هذه المشاريع. في إشارة ضمنية إلى برنامج «ديزرتيك»٬ وهو أول شبكة واسعة لتجهيزات الطاقة الريحية والشمسية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط بكلفة 400 بليون يورو، والذي تتبناه ألمانيا وتنخرط فيه الرباط التي وقعت اتفاق تعاون تقني مع معاهد ألمانية معنية بمشروع الألواح الشمسية التي يجري التفكير في صيغ إنشائها وتمويلها في دول شمال إفريقيا. واعتبر محللون أن غياب التنسيق بين دول المغرب العربي الخمس التي ترغب ألمانيا في إشراكها في مشروعها الشمسي «ديزرتيك» يُضعف الموقف التفاوضي لدول شمال إفريقيا التي تُعتبر الأقرب جغرافياً واقتصادياً إلى منطقة الاتحاد الأوروبي والأكثر توفراً على الأشعة الشمسية الضرورية لمثل هذه المشاريع التي يصعب إنشائها في أوروبا والأكثر تلوثاً والأقل شمساً. وعمد المغرب إلى إشراك شركات إسبانية في بناء محطة وارزازات الحرارية، إلى جانب الشركة السعودية «أكوا». لتعزيز التعاون المغربي - الإسباني المستقبلي في مشاريع الطاقات الشمسية والريحية التي تقدر استثماراتها بنحو 20 بليون دولار على مدى العقد الجاري. واحتمال إنشاء شبكات لنقل الكهرباء عبر التراب الاسباني على غرار مشروع «أنبوب المغرب العربي» الذي ينقل منذ العام 1994 الغاز الجزائري إلى فرنسا عبر المغرب وجبل طارق. والذي كانت مولته فرنسا واسبانيا. وكشفت مصادر فرنسية أن المغرب سيكون الوجهة الأولى في جنوب البحر الأبيض المتوسط حيث سُتقيم مبادرة «ديزيرتيك». يُذكر أن المغرب كان أول بلد خارج أوروبا استقبل الطائرة السويسرية «سولار إمبالس» التي نفذت برحلة جوية الصيف الماضي بين سويسرا ووارزازات عبر مدريدوالرباط باستعمال محركات تعمل بالطاقة الشمسية، في رحلة شُبهت برحلة «سبيرت» بين الولاياتالمتحدةوفرنسا عام 1927 وهي التي فتحت الباب أمام الرحلات الجوية فوق الأطلسي.