قُتل خمسة جنود اوكرانيين خلال 24 ساعة في الشرق الانفصالي، فيما حذرت الولاياتالمتحدةروسيا من عقوبات إضافية، اذا لم تحترم تعهداتها بسحب اسلحتها وقواتها من تلك المنطقة. وأعلن ناطق عسكري اوكراني «مقتل خمسة جنود وجرح عشرة»، ما يرفع الى 1052 قتيلاً الخسائر التي تكبدها الجيش الاوكراني منذ بدء المعارك في نيسان (ابريل) الماضي. وتدهور الوضع في شرق اوكرانيا بعد انتخابات نظمتها المناطق الانفصالية في 2 الشهر الجاري، ما ساهم في نسف عملية سلام بدأت في ايلول (سبتمبر) الماضي. وأُثيرت مخاوف من حرب شاملة، بعدما شوهدت قوافل ضخمة تنقل اسلحة ثقيلة في اتجاه مدينة دونيتسك. واعتبر جوزف بايدن، نائب الرئيس الاميركي، والرئيس الاوكراني بيترو بوروشينكو، في اتصال هاتفي ان احترام روسيا التعهدات التي قطعتها في اطار اتفاق وقف النار المبرم في مينسك في ايلول، امر «حاسم»، وذكّرا بتعهد موسكو في الاتفاق «سحب قواتها ومعدّاتها ومرتزقتها من أوكرانيا». وأعلن البيت الابيض أن بايدن قال في الاتصال انه «في حال تابعت روسيا انتهاك بنود اتفاق مينسك عمداً، فإن التكاليف التي ستتحملها سترتفع». اما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون فاستبعد «حلاً عسكرياً» لأزمة أوكرانيا، مستدركاً أن الاتحاد الاوروبي مستعد لتشديد العقوبات على روسيا، إذا تابعت زعزعة استقرار أوكرانيا. وأضاف: «أفعال روسيا تشكّل خطراً جسيماً على باقي اوروبا. لا نحتاج الى التذكير بعواقب اتخاذ موقف التجاهل عندما تستأسد الدول الكبيرة في اوروبا على الدول الاصغر. إذا واصلت روسيا مسارها الحالي، سنتابع زيادة الضغط وعلاقات روسيا مع باقي العالم ستكون مختلفة في شكل جذري». وعلّق على تحذير الزعيم السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف من ان التوتر بين الشرق والغرب في شأن ازمة اوكرانيا قد يثير حرباً باردة جديدة، قائلاً: «تلك ليست نتيجة نعتقد بأنها حتمية وليست ايضاً ما نسعى اليه». في برلين، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أن وزراء خارجية الدول الأعضاء سيناقشون في بروكسيل الأسبوع المقبل، «تشديد العقوبات المفروضة على روسيا وكيفية مساعدة اوكرانيا في هذه الأوقات العصيبة». لكن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل ذكرت ان الاتحاد «لا يعتزم فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية» على موسكو، بل يدرس إدراج الانفصاليين على قوائم تلك العقوبات. في بكين، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الاسترالي توني آبوت الى «تسريع» التحقيق في إسقاط الطائرة الماليزية فوق أوكرانيا في تموز (يوليو) الماضي. وقال بوتين حلال لقائه آبوت على هامش قمة «منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا - المحيط الهادئ» (آبيك)، ان «روسيا تطالب منذ البداية بتحقيق حيادي وسريع وفاعل في مأساة تحطّم الطائرة». في غضون ذلك، اعلنت شبكة «سي أن أن» الأميركية انها ستجمّد بثّها في روسيا بعد «تغييرات اخيراً في التشريع الروسي حول وسائل الإعلام» هدفها تعزيز الرقابة على وسائل الإعلام المستقلة. وأشارت شركة «تورنر انترناشونال» مالكة «سي أن أن»، الى انها «تدرس خيارات توزيع (الشبكة) في روسيا، في ضوء التغييرات في التشريع الروسي حول وسائل الاعلام». واستدركت ان مكتب «سي أن أن» في موسكو «لم يتأثر» بالقرار. في السياق ذاته، دشّنت روسيا جهازاً اعلامياً جديداً يشغّل مئات الصحافيين، لمواجهة ما تعتبره «دعاية غربية عدائية». وكان لافتاً انها أطلقت عليه «سبوتنك»، مستحضرة أصداء الحرب الباردة، اذ إن «سبوتنك» هو اسم قمر اصطناعي اطلقه الاتحاد السوفياتي عام 1957. وسيدير «سبوتنك» خدمات إخبارية ومحطة اذاعية وموقعاً الكترونياً وتطبيقات على الهواتف الخليوية ووسائل التواصل الاجتماعي، اضافة الى مراكز صحافية في دولٍ. كما سيبثّ خدماته بحلول نهاية العام المقبل، الى 34 دولة بثلاثين لغة. وفي مركز اعلامي كانت تُعقد فيه مؤتمرات صحافية خلال الحرب الباردة، عرض ديمتري كيسيليوف، وهو إعلامي يرأس وكالة «روسيا سيغودنيا» التي أطلقها بوتين العام الماضي لتحسين صورة بلاده في الخارج، الخطة الإعلامية للجهاز وهدفها إصلاح الأضرار التي لحقت بصورة موسكو خلال الازمة الاوكرانية. وقال: «نحن ضد الدعاية العدائية التي يقتات عليها العالم. سنقدّم تفسيراً بديلاً للعالم».