نفى رئيس الوزراء الأردني عبدالله النسور، أمس، وجود أي تغيير في موقف الأردن حيال الأزمة السورية، قائلاً إن موقف المملكة «نابع من المواقف السابقة التي دعت إليها جامعة الدول العربية»، وذلك رداً على اتهامات وجهها الرئيس السوري بشار الأسد إلى عمان، قبل أيام، بدعم من سمّاهم الإرهابيين. وقال النسور خلال لقاء جمعه بعدد من الصحافيين الأردنيين وكتاب الصحف إن بلاده «لم تدعم المعارضة السورية يوم أن كان النظام السوري ضعيفاً، فكيف تفكر بدعمها الآن، بعد أن أصبح النظام أكثر قوة بمرور نحو عامين ونصف على الأزمة». وأضاف: «لقد استطاع الملك عبد الله الثاني رغم العواصف التي تحيط بالمنطقة أن يحافظ على أمن وسلامة الأردن، على رغم ما تشهد الجارة سورية من أحداث عنف وتهجير». وأشار إلى أن ما تعيشه سورية «يزيد من حجم المخاطر على المملكة»، مضيفا أن «الخشية من الجماعات المتطرفة تستوجب اليقظة». وكان الرئيس بشار الأسد وجه اتهامات جديدة إلى الأردن، خلال لقاء مطول مع قناة «الميادين» الإخبارية بث أخيراً، حيث اعتبر أن «الأردن ممر للإرهابيين». وأضاف «في المراحل الأولى كان الأردن بعيدا، لكنه دخل على الخط منذ أقل من عام»، على حد تعبيره. ويتبنى الأردن موقفاً محفوفاً بالمخاطر تجاه النظام السوري الذي اتهمه غير مرة بإرسال خلايا نائمة إلى أراضيه، كما يخشى صعود مقاتلين متشددين في سورية ينظرون إلى الحكم الملكي الهاشمي بعين العداء التي ينظرون بها للنظام السوري. في غضون ذلك، قال الموفد الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي خلال زيارته عمان أمس حيث استقبله العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني إن هناك «شبه إجماع دولي على أن الأزمة السورية لن تحل عسكريا». وأضاف الإبراهيمي على هامش إجرائه محادثات مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بخصوص التحضيرات لمؤتمر جنيف-2 «أجرينا محادثات مهمة وضرورية مع الوزير جودة حول الأزمة السورية الخانقة والخطيرة، التي تهدد ليس فقط سورية ومستقبلها، وإنما تهدد المنطقة، بل إنها في الوقت الحاضر أخطر ازمة تهدد السلم والاستقرار». وتابع «الجولة التي نقوم بها تأتي بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية، الذين أدركوا كما تدرك دول المنطقة وفي مقدمتها الأردن خطورة الوضع في سورية». واعتبر أنه «لا يمكننا إنهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري إلا عن طريق حل سياسي». واستطرد الإبراهيمي بالقول «إننا نسعى باتجاه الحل السياسي، ونتطلع إلى تعاون أوثق وأكبر مع دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة الأردنية». من جانبه، أكد جودة «ضرورة الحل السياسي الذي يضمن عودة الأمن لسورية وشعبها، وإنهاء مسلسل العنف والدمار والقتل». وقال: «لا شك أننا نحن في الأردن من منطلق قربنا الجغرافي وجوارنا لسورية نتأثر بشكل كبير من حال عدم الاستقرار الذي تتأثر منه المنطقة بأكملها، وكذلك التداعيات الانسانية للأزمة السورية، حيث أن الأردن يستضيف أكثر من 600 ألف لاجئ». وأوضح جودة أن «موقفنا من البداية كان ضرورة تطبيق الحل السياسي، وأن لا حل إلا الحل السياسي لهذه الأزمة»، معربا عن أمله في أن «يلتئم مؤتمر جنيف -2 ويكون بداية الطريق لحل هذه الأزمة».