حذّر الملك الأردني عبدالله الثاني، من أن استمرار تدهور الأوضاع في سورية، وارتفاع وتيرة العنف وتأخر الوصول إلى حل سياسي للأزمة في هذا البلد " سيفاقم من معاناة شعبها " . وذكر الديوان الملكي أن الملك عبدالله الثاني حذّر خلال استقباله المبعوث الأممي والعربي المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي، من أن استمرار تدهور الأوضاع في سورية، وارتفاع وتيرة العنف وتأخر الوصول إلى حل سياسي للأزمة، " سيفاقم من معاناة الشعب السوري الشقيق، لا سيما باتجاه تدفق المزيد من اللاجئين السوريين، الذين يستضيف الأردن على أراضيه العدد الأكبر منهم " . وذكر أن الملك أبلغ الإبراهيمي،الذي يزور الأردن ضمن جولة له في المنطقة " استعداد الأردن لتقديم كل دعم لإنجاح مهمته" . وقال البيان إن الملك جدد موقف بلاده " الداعم للجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة هناك، يوقف نزف الدماء ويحافظ على وحدة سورية أرضا وشعبا ". وأوضح أن الملك استعرض " الجهود التي يبذلها الأردن للتعامل مع الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين المتواجدين على أراضيه، وما يشكله ذلك من ضغط كبير ومتزايد على موارده وإمكاناته المحدودة، ما يتطلب من المجتمع الدولي دعم الأردن ومساعدته ليتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات في هذا المجال". ولفت أن إلى الإبراهيمي أطلع الملك "على الجهود التي يقوم بها مع جميع الأطراف المعنية، مستعرضا المساعي المبذولة لعقد مؤتمر (جنيف 2) نهاية الشهر المقبل ". وأشاد ب " الجهود التي تبذلها المملكة لاستضافة اللاجئين السوريين، وتقديم جميع الخدمات لهم، بالرغم مما تعانيه من ضغوط اقتصادية كبيرة على مواردها جراء ذلك ". ودعا الإبراهيمي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة والمانحين إلى "مساندة الأردن في جهوده لإغاثة اللاجئين السوريين، مؤكداً ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي والمنظمات الأممية مسؤوليتهم ". وكان الإبراهيمي، قال في وقت سابق ، إن هناك شبه إجماع على أن لا حل عسكرياً للأزمة السورية. وأوضح بعد جلسة مباحثات أجراها مع وزير الخارجية الأردني ناصر جودة في عمّان، إنه أجرى مباحثات "هامة وضرورية" مع جودة حول الأزمة السورية و"خطورتها التي تهدد ليس سورية ومستقبلها فقط، وإنما تهدّد المنطقة، بل إنها في الوقت الحاضر أخطر أزمة تهدّد السلم والاستقرار". وأشار إلى أنه "يوجد الآن شبه إجماع على أنه ليس لهذه الأزمة (السورية) حل عسكري، بل لا يمكن إنهاء الكابوس الذي يشغل الشعب السوري إلا عن طريق حل سياسي". من جهته، قال جودة، إن زيارة الإبراهيمي إلى الأردن اليوم والمباحثات التي يجريها في عمّان، تأتي في إطار جولته الى عدد من دول المنطقة، استعدادا لعقد مؤتمر جنيف 2 بدعوة من الاممالمتحدة، مشيراً إلى أن هناك "الكثير من العمل أمامنا". وأضاف أن الأردن لطالما دعا إلى الحل السياسي الذي "يضمن عودة الأمن والامان لسورية وشعبها العريق وإنهاء مسلسل العنف والدمار والقتل". وأشار إلى أن الأردن "يتأثر بشكل كبير من حالة عدم الاستقرار الذي تتأثر به المنطقة بأشملها، وكذلك التداعيات الإنسانية للأزمة السورية"، لافتاً إلى أن الأردن يستضيف أكثر من 600 ألف لاجئ. وقال إن موقف المملكة من البداية كان "تطبيق الحل السياسي (في سورية)، وإنه لا حل إلا الحل السياسي لهذه الأزمة". وأشاد جودة ب"جهود الأخضر الإبراهيمي وخبرته الواسعة للوصول الى حل للأزمة السورية"، معرباً عن أمله في أن "يلتئم مؤتمر جنيف 2 ويكون بداية الطريق لحل الأزمة (السورية)". وكان الإبراهيمي أجرى أمس الثلاثاء، محادثات في مسقط مع وزير الخارجية العُماني تناولت التحضيرات لمؤتمر "جنيف 2" حول الأزمة السورية. يذكر أن الدول الإحدى عشرة الأساسية في مجموعة "أصدقاء سورية" أعلنت في البيان الختامي بعد انتهاء اجتماعها في لندن أمس ، أنها اتفقت على إقامة جهاز حكم انتقالي يتمتع بصلاحيات تنفيذية كاملة، بما فيها البنية العسكرية والأمنية والاستخباراتية، عبر التوافق المشترك.