بحث وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في عمان سبل وقف العنف في سورية، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ونظيره الأردني ناصر جودة ورئيس وزراء سورية المنشق رياض حجاب الذي أعلن رفضه دعوة لزيارة موسكو احتجاجاً على موقفها من النزاع الذي أوقع حتى الآن أكثر من 36 ألف قتيل. وأوضح لافروف في عمان أن روسيا لا تنوي إدخال أي تعديلات في موقفها تجاه سورية، قائلاً: «لدينا موقفنا الخاص ونحن لا نخفيه ولا نخجل منه ولا ننوي تغييره». وأضاف: «يدعوننا في الواقع إلى اتخاذ موقف ليرحل بشار الأسد ومن ثم، في حال لم يرحل، فأن جميع الوسائل مبررة»، مؤكداً أن «روسيا لن تؤيد أبداً موقف الدعوة إلى وجوب رحيل الأسد». ودعا لافروف المعارضة السورية إلى إسقاط مطلب تنحي نظام الأسد أولاً قبل أي محادثات قائلاً: «بعض الأطراف تقول انه في البداية يجب على (الرئيس السوري بشار) الأسد أن يتنحى، إذاً فهؤلاء لا تهمهم حياة السوريين لكن رأس بشار الأسد ونحن لا ندعم هذا الموقف». من جهته، عبر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بعد لقاء مع لافروف بعد ظهر أمس عن «قلق الأردن العميق تجاه استمرار التصعيد وتزايد حدة العنف على الساحة السورية ومخاطر وتداعيات هذا الوضع على جميع دول وشعوب المنطقة». وقال بيان صادر عن الديوان الملكي، إن الملك عبد الله الثاني أكد خلال اللقاء «ضرورة استمرار بذل الجهود على مختلف الصعد إقليمياً ودولياً لايجاد حل سياسي للأزمة ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق ويضع حداً للعنف وإراقة الدماء». وقال لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة: «التقيت بحجاب وكان هدف اللقاء كما مع كل جهات المعارضة الأخرى، أن نتفق على آلية عمل نحاول من خلالها وقف العنف وإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح لكن بطريقة لا يستغل بها أي طرف هذا الأمر للحصول على قوة عسكرية أكبر على الأرض». وأضاف إن «رياض (حجاب الذي يتخذ من عمان مقراً له) كان مستعداً للاستماع إلينا وسنعمل معه ومع جهات سورية أخرى» حول هذا الموضوع. وأوضح لافروف: «نحن مع إعادة المراقبين الدوليين إلى سورية ورفع عددهم لمعرفة من هي الجهة التي تنتهك وقف إطلاق النار». وأكد أن «أهم شيء هو أن تتوقف كل أشكال العنف في سورية والبدء بإقناع الطرفين بالحل السلمي وبناء الدولة في شكل جديد». ورأى الوزير الروسي انه «ليس هناك سياسي يستطيع السير بهذه الخطوات»، مؤكداً ضرورة «العمل مع كافة مجموعات المعارضة السورية من أجل إقناعهم أنه يجب العمل حسب إعلان جنيف». وحول الأسلحة الكيماوية في سورية، قال لافروف إن «روسيا لا ترى تهديداً في هذا المجال والتهديد الوحيد هو لجهة واحدة هي أن تقع هذه الأسلحة بأيدي الإرهابيين الذين هم بوضع صعب الآن». وأضاف إن «روسيا تعلم أن المسلحين في سورية حصلوا على خمسين صاروخاً من نوع ستينغر من الخارج وهم يضربون بها الطائرات». وأوضح محمد عطري الناطق باسم المكتب الإعلامي لحجاب لفرانس برس أن «اللقاء بين حجاب ولافروف دام نحو ساعة». وأضاف أن «لافروف قدم دعوة لحجاب خلال اللقاء لزيارة موسكو لكنه رفضها وقال إنه لا يمكن أن يلبي هذه الدعوة في هذا الوقت وفي ظل ما يجري من إسالة دماء في سورية وفي ظل موقف روسيا الحالي غير الأخلاقي». وأوضح عطري أن «حجاب أبلغ لافروف أنه لا يوجد حل بوجود هذا النظام. عليه أن يرحل أولاً ثم نبحث عن حل». وعلمت «الحياة» من مصادر داخل المعارضة السورية التي تتخذ من عمان مقراً لها، أن اللقاء كان «قصيراً» ولم يستغرق سوى نصف ساعة، فيما وصف مقربون من حجاب اللقاء بأنه «فشل في تحقيق أي نتائج مرجوة». وفي المؤتمر الصحافي، أكد وزير خارجية الأردن «الملف السوري كان بارزاً جداً في محادثاتنا وهناك اتفاق مع الأصدقاء في روسيا على ضرورة أن نبذل كل ما نستطيع من جهد لوقف العنف ووقف القتل». وأضاف أن «روسيا لها موقف مؤثر في هذا المجال ونحن والجانب الروسي نتفق تماماً على ضرورة وقف العنف وتجنيب الشعب السوري ما يعاني منه في آخر سنتين من استمرار العنف والقتل والدمار والتشرد». وأوضح أن «موقفنا في الأردن واضح... بأن العنف يجب أن يتوقف فوراً والمرحلة الانتقالية يجب أن تبدأ»، مشيراً إلى أن «الحوار مع روسيا مهم ويجب أن يستمر حتى نجد سوياً طريقة لحل هذه الأزمة».