قتل 47 تلميذاً وجرح 79 آخرون بتفجير انتحاري استهدف مدرسة للفتيان في بوتيسكوم العاصمة الاقتصادية لولاية يوبي شمال شرقي نيجيريا أمس. واتهمت الشرطة حركة «بوكو حرام» الإسلامية المتشددة بتنفيذ الهجوم الأكثر دموية الذي يستهدف مدارس تعتمد ما يوصف بأنه «منهج تعليم غربي». وكان 40 تلميذاً قضوا لدى إطلاق مسلحين النار واستخدام متفجرات داخل عنبر للنوم في قسم سكن تلاميذ بمنطقة بوني يادي في بوتيسكوم خلال شباط (فبراير) الماضي. كما سقط 42 طالباً لدى اقتحام مسلحين عنبراً آخر في مدرسة داخلية حكومية بقرية مامودو قرب المدينة ذاتها. أما أشهر هجوم شنته «بوكو حرام» على مدارس فشهدته بلدة شيبوك بولاية بورنو (شمال شرق) في نيسان (أبريل)، حين خطف مقاتلوها 276 تلميذة لا تزال 219 منهن محتجزات. واعتبر الهجوم الجديد الثاني لانتحاري في بوتيسكوم خلال أسبوع، بعد مقتل 15 شخصاً بتفجير انتحاري خلال مراسم عاشوراء، والذي أعقبه العثور على جثث 16 شخصاً يشتبه في علاقتهم ب «بوكو حرام» وقتلوا بالرصاص. ووقع انفجار أمس لدى استعداد مدير المدرسة لتوجيه كلمة إلى طلاب تجمعوا قبل بدء الحصص. وروى مدرس أن قنبلة انفجرت وسط التلاميذ، ما أغرق المكان بالدماء. وسيطرت «بوكو حرام» على 20 بلدة وقرية في الأشهر الأخيرة، ما أثار شكوكاً في قدرة الحكومة على مواجهة مقاتلي الحركة الذين خلّفت هجماتهم أكثر من 10 آلاف قتيل خلال 5 سنوات. وأظهر شريط فيديو بث أول من أمس استعراض مقاتلي «بوكو حرام» دبابة في بلدة يسيطرون عليها، وإلقاء زعيمها أبو بكر شيكاو خطاباً أمام سكان، بهدف تعزيز مزاعم إنشاء الحركة خلافة في نيجيريا. ونفى شيكاو مجدداً في الشريط زعم الحكومة التوصل إلى وقف للنار واتفاق سلام مع الحكومة، علماً أنه كان أعلن سابقاً تضامنه مع جماعات أخرى متطرفة وزعمائها، وبينها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش).