نظمت جمعية الخريجين الكويتية والجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، على مسرح الدسمة في العاصمة الكويت، أمسية خيرية أحياها «الثلاثي جبران» من فلسطين. وعلى أنغام أوتار العود والاحتفاء بإبداع عابر اللغات، طربت الكويت بالحفلة الموسيقية «نستحق الحياة»، حيث فاضت من الثلاثي (شمير، سام، وعدنان) مشاعر الحب والسلام فامتلأ الجمهور الكويتي والجالية الفلسطينية المقيمة هناك، بروح التفاؤل والبهجة. وقال الإخوة عبر موسيقاهم وأصوات أعوادهم العذبة، كثيراً مما لا يستطيع الكلام مضاهاته، من خلال موسيقى العالم العابرة للقارات والخطوط الجغرافية. وعلى مدار ساعتين، أوصلوا صرختهم المتناغمة الجميلة «نستحق الحياة»، باستخدام أسلحتهم الخشبية والوترية، فتناقشوا وتحاوروا وتحابوا، بمرافقة ضابط الإيقاع يوسف حبيش. وحضر السفير الفلسطيني لدى الكويت رامي طهبوب الحفلة، معرباً عن سعادته الغامرة بوجود «إحدى أهم الفرق الفلسطينية» التي رافقت وعزفت وغنت الشاعر الفلسطيني الكبير والراحل محمود درويش، مؤكداً أهمية الرسالة والمعاني السامية التي تحملها وتوصلها الفرقة إلى العالم وجهودها في تثبيت الهوية الفلسطينية. «كويتيون لأجل القدس» وكان للفنانين التشكيليين الكويتيين حضور في الأمسية وتبرعت مجموعة منهم بأعمال ولوحات في سبيل دعم أعمال لجنة «كويتيون لأجل القدس» التي أُسست في العام 2000 وتهدف إلى دعم المشاريع التنموية في مجالات الصحة والتعليم والتدريب والتأهيل في فلسطين وإيقاف تهويد مدينة القدس والأراضي الفلسطينية كلها. وتعمل الجمعية أيضاً، على تعزيز التضامن بين الشعبين الكويتيوالفلسطيني وتطوير وتنويع مصادر تمويل المشاريع. ومن أنشطتها أخيراً برنامج الطالب الجامعي الفلسطيني ومشروع «عيوني» وهو عبارة عن عيادة متنقلة للعيون في فلسطين. وقال سمير جبران، الأخ الأكبر، مخاطباً جمهوره في الكويت: «قد تكون هذه الزيارة هي الأولى لنا في هذا البلد الحبيب، لكنها ليست الأخيرة. لم نأت إلى هنا لنقيم حفلة بكائية، الموسيقى في «الثلاثي جبران» ليس لها طابع الضحية كما علمنا محمود درويش... لا نريد أن نكون أبطالاً ولا أن نكون ضحايا أكثر، كل ما في الأمر أننا نريد أن نكون بشراً كسائر البشر». وأضاف: «سنبقى دوماً نحمل القضية على أكتافنا، وسنبقى دائماً نحمل الهم الثقافي بين أناملنا، لأنه ليس من السهل أن تكون موسيقياً من فلسطين... هناك دائماً ذلك الضغط من الهوية على الثقافة، ودائماً أنا وإخوتي نبحث خلال سفرنا في مختلف أنحاء العالم عن أسرار ومفاتيح الخروج من ذلك الضغط احياناً، من ضغط الهوية على الثقافة، لأننا إذا تحررنا كأفراد نستطيع أن نساهم بشكل أكبر في تحرير فلسطين كأرض، وفق جريدة «الجريدة» الكويتية». وخاطب جبران جمهوره: «أطلب منكم ألا تثيروا خوفنا بصمتكم، صفقوا ابكوا وافرحوا حين تشعرون بذلك، نحن نقدم صبغة من الثقافة، لكن الثقافة لا تخيف، لأننا نؤمن بأن العمل الثقافي من دون المتعة ليس عملاً ثقافياً».