أحيا الثلاثي جبران، مساء أول من أمس في قصر رام الله الثقافي، حفلة لمناسبة عشر سنوات على انطلاقة الفريق، ضمّت مقطوعات من أسطوانات أصدرها الثلاثة منذ بدأوا كفرقة موسيقية. وقدّم سمير ووسام وعدنان مقطوعات على العود من أسطواناتهم «رندنة» و «مجاز» و «في ظل الكلام» و «الرحلة الأخيرة» و «أسفار»، بمشاركة عازف الإيقاع الفلسطيني يوسف حبيش، وفنّيي إضاءة وصوت من فرنسا. كما اشتمل العرض على أشرطة فيديو من حفلات سابقة، ومن فيلم «ارتجال» للمخرج رائد انضوني، ويتناول حكاية الثلاثي، إضافة إلى استخدام تقنية الفيديو لتصوير وجوههم خلال العزف وأعوادهم التي اندمجت في «الحوار». و «رسم» الثلاثي جبران، برفقة عازفي الإيقاع وفرقة «سرية رام الله» للرقص الشعبي، لوحة تكاملت فيها إيقاعات الدلعونا والفولكلور الفلسطيني، وأدخل عليها الثلاثي بآلات العود تنويعات لم تخرجها عن سكّتها الأصلية. وكان للدبكة المرافقة، وعزف الناي، وصوت الشاعر الراحل محمود درويش مرنحداً ب «على هذه الأرض ما يستحق الحياة»، بُعداً حيوياً جعل كثيرين يخرجون من القاعة قائلين «إنها الدلعونا الأجمل على الإطلاق». وقال سمير جبران، الأخ الأكبر للثلاثي الفلسطيني الأشهر في العالم: «إقامتنا في باريس شكّلت محطة مهمة للانطلاق نحو العالم، لكن سر نجاح الثلاثي جبران يكمن في إيماننا بهويتنا الفلسطينية العربية التي انعكست في كل أعمالنا، مضافة إلى محبة الجمهور الفلسطيني. لهذا آثرنا تقديم عرض الذكرى العاشرة لانطلاقتنا في رام الله، قبل قرابة شهر من تقديم العرض ذاته في مسرح «أولمبيا» في باريس. نشعر بالفخر كوننا أول فلسطينيين نقدّم عرضاً في هذا المسرح، كما أننا سعداء بانطلاقنا من هنا». وكان جبران تحدث في مؤتمر صحافي عن الأثر الكبير لمحمود درويش في موسيقى الفرقة، «فهو لطالما شدد على أن نكون موسيقيين من فلسطين، لا موسيقيين فلسطينيين، ولطالما شدد على أن الوطنية في حاجة إلى مفاهيم ثقافية، والثقافة في حاجة إلى مفاهيم وطنية». وأضاف: «نحن لا نحمل الكلمات، بل النغمات، ولا تزال أعمالنا تحت ضغط الهوية الوطنية التي تطغى على الثقافة، كوننا لا نزال شعباً تحت الاحتلال». وكان سمير جبران، ثم الثلاثي جبران، رافقوا درويش في أمسياته طوال 13 سنة، وقال سمير بعد وفاة درويش، إن الثلاثي لن يرافق أي شاعر آخر. وحول نفاد تذاكر الحفلة خلال ساعات، ما أثار جدلاً، خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، قال جبران: «في السنوات الماضية كانت كل حفلاتنا في فلسطين مجانية، وقبل سنتين نظّمنا حفلتين، وكنا نسلم الجهات الراعية مهمة توزيع الدعوات، ونتحدث في الإعلام عن أماكن وجودها، واتُّهمنا حينها بأننا نخبويون، وأن الدعوات تذهب إلى مؤسسات وشركات وشخصيات بعينها. لذا قررنا طرح التذاكر في الأسواق هذه المرة، وبسعر رمزي، وطرحت التذاكر فعلاً تحت إشرافنا، وبالتزامن، في ثلاثة أماكن برام الله، وفوجئنا كما الجمهور بنفادها خلال ساعات». وأضاف: «كنا نأمل أن يتسع قصر رام الله الثقافي لأكثر من 740 شخصاً، لكننا نقول لجمهورنا في فلسطين، وهو سندنا الأول ودافعنا الرئيس: إن لم تتسع المسارح لموسيقانا، فقلوبنا تتسع لكم جميعاً»، واعداً بتنظيم جولة الصيف المقبل، «ليس فقط في رام الله، بل في عدد من المدن الفلسطينية، وإن تطلّب الأمر، فإن الثلاثي جبران على استعداد لتنظيم أمسيات في ساحات وميادين عامة». وأشار إلى أن الاستعدادات بدأت لحفلات 2014، بعد الالتزام بكثير من الأمسيات والمهرجانات في العام الحالي، لافتاً إلى أنه لا رؤية واضحة لأي عمل جديد في الفترة الحالية، وإذا ما كان العمل موسيقياً صرفاً أو قد يمتزج بفنون أخرى كالرقص أو الأدب، مشدداً على أنهم تمكنوا في السنوات الماضية من تحقيق الحلم بأن يصبح العود نجماً على المسرح، وليس مجرد آلة مُرافقة. وكان جبران، استهل حفلته بشكر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي منح الثلاثي جبران، قبل أيام، وسام الاستحقاق، مشيداً بدعمه للثقافة، وإيمانه بأنها عمود أساسي للمقاومة. كما شكر رعاة الحفلة والجمهور «صاحب الجلالة» كما كان يقول درويش.