لم يدر في خلد الشاب السعودي بندر المباركي أن يعمل في مهنة تدر عليه أرباحه اليومية كمهنة «الحلاقة» إذ امتهن هذه المهنة كأحد طلاب المعهد الصناعي الثانوي بالطائف وهو في عمر ال21، إذ استطاع أن يكسر نظرة المجتمع وتخوفه من العمل بهذه المهنة، بعد أن تعلمها لمدة عام كامل من خلال المعهد الصناعي الثانوي، بموسه ومقصه يروي بندر «أنه يشعر بسعادة بالغة وفخور بعمله»، ويضيف «إن دخلي خلال يوم عيد الأضحى يتجاوز ألفي ريال، ويصل دخل بعض أصدقائي إلى خمسة آلاف ريال، تعلمت المهنة من خلال المعهد الثانوي الصناعي في الطائف طوال عام كامل، وبعدها تجهز لنا كامل التجهيزات في مقار الحلاقة في مكة خلال أيام الحج عن طريق المعهد الصناعي الثانوي، الذي يتحمل جميع الكلفة، وكل من يقوم بعمله يحصد أجره لنفسه دون دفع رسوم لأي جهة». وينوي بندر فتح محل ل «الحلاقة» يستطيع أن يحصل من خلاله على قوت يومه، ويبني له حلماً بالاستثمار في هذا المجال والدخول لعالم الحرفية من أوسع وأسهل أبوابه، بندر هو أحد المشاركين هذا العام في مقار «الحلاقة» التي قام بتجهيزها المعهد الصناعي الثانوي في مكةالمكرمة. من جهته، قال مدير المستودعات في أحد مقار «الحلاقين» واصل البركاتي إن «كل طالب عن طريق المعهد الثانوي الصناعي، أو من حصل على دورة في مهنة «الحلاقة» تصرف له المعدات التي يحتاجها كاملة وهي عبارة عن «كرتون» أمواس حلاقة تستخدم لمرة واحدة، ويعطى الأكياس التي توضع على العملاء، إضافة إلى تجهيز الكراسي لجلوس العملاء بكامل ملحقاتها من مياه وغيرها، يحصل كل شخص على كمية كبيرة ومتى انتهت يحصل على غيرها». من جانبه، قال ل «الحياة» المراقب الصحي في مقار «الحلاقين» عابد الطياري «إن الإجراءات الصحية والتي تهم صحة طلاب المعهد الثانوي الصناعي إضافة إلى الحجاج هي من أولوياتنا، إلى جانب السلامة المكانية وما حول مقار الحلاقة وطرق استخدامها السليمة، ولم تسجل حتى الآن حالات تستدعي التحويل إلى المراكز والمستشفيات الأخرى، وإنما خدوش صغيرة في أيدي الطلبة يتم علاجها فوراً وتعقيمها في لحظتها».