مشاهد «مؤلمة» ما زالت تتكرر في مسالخ المشاعر «المقدسة»، إذ شوهد خلال جولة ل «الحياة» في مسلخ المعيصم صباح يوم النحر، قيام بعض الجزارين بتثبيت المواشي بأقدامهم بطريقة «عنيفة» قبل نحرها بطريقة «وحشية»، وكأنهم يودون نحرها بأقدامهم قبل سكاكينهم «الحادة»، متناسين حينما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته، وهي تلحظ إليه ببصرها، فقال له: «أتريد أن تميتها موتتان !! هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها»، من جهتهم أبدى عدد من الحجاج تذمرهم من قلة وعي بعض الجزارين بسنن نحر مواشي الأضاحي، مطالبين بضرورة توعيتهم بذلك. ويقول الحاج الكويتي أحمد المنوخ: استغربت حينما لاحظت خمسة من الجزارين يتعاملون بقسوة «مفرطة» مع المواشي من خلال قيامهم بسحبها على أرض المسلخ وقيامهم بتثبيتها من خلال أقدامهم بطريقة وحشية قبل نحرها بطريقة تؤلم كل من يشاهدها، مطالباً المسؤولين في المسلخ بتوعية الجزارين بضرورة تطبيق سنن النحر والتعامل برحمة مع الذبائح تطبيقاً للسنة. ويصف الحاج السوري محمود الحسن المنظر الذي شاهده في مسلخ المعيصم ب «المؤلم»، بعدما شاهد أحد الجزارين وتحديداً في التاسعة صباحاً وهو يدهس أحد الأغنام بقدميه حتى كادت أن تموت بين قدميه بحجة أنه يريد منعها من الحركة قبل أن يسل سكينه الحادة وينحرها، مستغرباً جهل الجزارين بأبسط أمور الرحمة والرفق بالحيوان. ويوضح أمين مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، الأستاذ الدكتور صالح المرزوقي ل «الحياة»: «أن طريقة النحر الإسلامي جاءت رحمة ورأفة بالحيوان وإحساناً لذبحته وتقليلاً من معاناته، مطالباً الجهات القائمة بالذبح بمراعاة آداب الشريعة الإسلامية، وقال:، إن الإسلام عندما أباح ذبح الحيوان لكي يؤكل، اشترط شروطاً عدة حتى تتحقق الرحمة بالحيوان إلى أقصى درجة، فمن المعروف أن الذبح يسرع بموت الحيوان، وإذا قطع الحلقوم والمريء فقد الإحساس حينها، فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بالإحسان فى كل شيء، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته»، مشيراً إلى أن أبرز الآداب التي استقاها العلماء من الشريعة الإسلامية ومن مبادئ الإسلام السمحة ألا يسمح أن يرى الحيوان الذي يراد ذبحه حيواناً آخر يذبح.