مرت بنا قبيل أيام شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام هي الأضحية، شعيرة ثابتة في كتاب الله جل وعلا، وقد أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم وأنكر على من تركها وهو مستطيع، وهي علامة لإظهار الشكر والعبودية لله جل وعلا، والحيوان المذبوح إنما خلقه الله تعالى إكراماً لابن آدم، ومن الواجب استقبال هذه النعمة بتأدب مع الخالق عز وجل وتقديمها بين يدي الله تعالى وفق آداب أوضحها لنا رسول الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم عندما قال «إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته». وما يصاحب موسم الأضاحي من مظاهر سلبية هي أوضح ما تكون في «المسالخ» التي يفترض أنها تحت إشراف مختصين لمن شأنه تشويه هذه الشعيرة العظيمة في مقاصدها لتظهر بفعل تلك المخالفات الشرعية وكأنها موسم للوحشية في التعامل مع تلك المخلوقات الضعيفة التي تشعر مثلنا تماماً بالخوف والهلع، فلنا أن نتصور عذاباتها وهي تساق بكل خشونة إما جرا من أحد الأرجل أو أنها تسحب سحباً ليتم إدخالها إلى ساحة الذبح وما أدراك ما ساحة الذبح المشؤومة، ومن المناظر المؤثرة التي قد تراها هناك أن ترى البهائم تسقط على ركبها من شدة الخوف بمجرد دخولها، فهي تذبح فيها بكل وحشية أمام نظيراتها بل إنها تنتظر دورها فيما يشبه الطابور والذبائح ملقاة أمامها تنظر إليها بل إن الجلود تسلخ أمامها وهي تنتظر دورها فهي تموت ألف مرة وهي تنظر إلى تلك المناظر الوحشية التي هي أبعد ما يكون عن الآداب التي أوصانا بها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم والذي نهى عن إيذاء الذبائح وأمر بإراحتها وبالرأفة بها، وصدق حيث قال «...أتريد أن تميتها موتات»، أما ما هو صائر وما يقع على تلك الكائنات الضعيفة من الظلم أمر لا يليق بنا كمسلمين، وعلى الجهات المعنية بدءا من البلديات إلزام تلك المسالخ بضوابط تحد من هذا الأمر، فمن المتيسر أن تستحدث آليات تمنع الذبائح من رؤية عمليات الذبح، وأن تهيأ لها أماكن للشرب إلى غير ذلك من وسائل إراحة الذبيحة، ومن الواجب كذلك علينا جميعاً نشر الوعي، كما أنه حري بنا التخلق بخلق الرحمة في أمورنا كلها. أحمد الراضي محام