طالب مشاركون في منتدى «شباب المياه» في العاصمة الهنغارية بودابست في اجتماعهم أمس بإعطاء أزمة المياه حصة كبيرة من الاهتمام العالمي على مختلف المستويات، ونقل الأزمة إلى خانة الديبلوماسيين والاقتصاديين. وأيد المشاركون ما دعا إليه رئيس مجلس أمناء جائزة الأمير سلطان للمياه الأمير خالد بن سلطان خلال كلمته في افتتاح قمة بوادبست للمياه الإثنين الماضي من «وضع أزمة المياه على جدول الديبلوماسيين ومختصي الشؤون الخارجية والاقتصاديين»، لتعقبها مطالبات ب«سفراء للمياه» ومن ثمّ اقتراح بإطلاق «جواز سفر أزرق». وتفاعل منتدى «شباب المياه» في العاصمة الهنغارية بودابست في اجتماعه أمس مع التوصيات التي دعا إليها الأمير خالد بن سلطان، معبّرين عن تأييدهم لرؤيته بخصوص مشكلة المياه في العالم وحلّها. وأيّد المشاركون في المنتدى الذي تبع انعقاد القمة بيومين - ناقش كلمات قادة المنظمات الدولية التي شاركت في افتتاح في قمة بودابست للمياه - توصيات الأمير خالد بن سلطان في القمة حين قال: «إن الإدارة المائية المتكاملة والثقافة المائية والوعي المائي والسلوك المائي، مصطلحات تختزل أزمة المياه وتعتبر في الوقت ذاته المشكلة والحل معاً»، مخصصين فقرة من المنتدى لمناقشتها. بدورها، أيدت ممثلة برنامج المهنيين الشباب في جمعية المياه الدولية إلينا مانئ، أن المصطلحات الأربعة التي تختزل أزمة المياه، قد تكون الحل في الوقت ذاته، معتبرة أن «الوعي المائي يبقى مفتاح حل الأزمة، إذ لا يمكن تحقيق السلوك المائي الإيجابي أو الثقافة المائية، من دون بناء قاعدة من الوعي المائي». وكان رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه الأمير خالد بن سلطان، أكد في كلمته أنه لا يمكن الحديث عن حلول لأزمة المياه، ما لم تتكاثف الجهود لنشر الوعي المائي، معتبراً أنه لا قيمة لتنمية الموارد المائية من دون ترشيد استخدامها، ما شددت عليه مانئ «الإدارة المائية المتكاملة وإن تحققت، فهي لن تشكل حلاً لأزمة المياه ما لم تبنَ على قاعدة من الوعي الشعبي المائي، خصوصاً لدى جيل الشباب». كما أيد منتدى شباب المياه كذلك اقتراح الأمير خالد بن سلطان وضع أزمة المياه على جدول الديبلوماسيين ومختصي الشؤون الخارجية والاقتصاديين. وطالب عدد من المشاركين في المنتدى بإدراج المسؤولية المائية ضمن العمل الديبلوماسي، وتعيين سفراء للمياه في مختلف الدول من المتخصصين من فئة الشباب. في حين اعتبر ممثل فرنسا في البرلمان العالمي للشباب أن الشباب لا يمكن أن يدرك قيمة المياه إن لم يكن يشعر بانتماء مائي، ما دفعه بحسب قوله إلى اقتراح إطلاق «جواز السفر الأزرق»، ليكون هوية مائية مرئية. ودعا مشاركون في المنتدى إلى تخصيص فروع لفئة الشباب في الجوائز العالمية المعنية، إذ قال عضو رابطة خدمة المجتمع المدني في أسكتلندا دان إسكوت: «الجوائز التي من شأنها تشجيع الشباب على الإسهام بأفكارهم وبحوثهم في حل مشكلة المياه، جد محدودة، ولا تشكل حافزاً لعموم الشباب للتنافس حولها، وعلى رغم عدم منع فئة الشباب من المشاركة في التنافس على الجوائز العالمية الكبرى، مثل جائزة الأمير سلطان العالمية للمياه، إلا أنه يكفي الاطلاع على قائمة أسماء الفائزين بالجائزة منذ انطلاقها، لمعرفة أنه يستحيل على باحث شاب منافسة تلك الأسماء». يذكر أن الأمير خالد بن سلطان كان أعلن خلال ترؤسه اجتماع مجلس جائزة الأمير سلطان العالمية، استعداد مجلس الجائزة لتقديم الدعم المادي اللازم للبحوث والمشاريع التي تقتنع لجنة الجائزة بمنطقيتها، وقدرتها على الإسهام في حل أزمة المياه.