أعرب رئيس مجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه الأمير خالد بن سلطان، عن شكره لرئيس جمهورية هنغاريا الذي وجّه له دعوة رسمية للمشاركة في قمة بودابست للمياه، ودعا أيضاً أن يكون اجتماع مجلس أمناء الجائزة في بودابست، وهو ما اعتبره الأمير خالد بن سلطان يعكس مكانة وأهمية الجائزة العالمية. وعن دور المملكة في الحد من أزمة المياه، قال الأمير خالد بن سلطان، بعد ترؤسه اجتماع مجلس أمناء الجائزة في مقر الأكاديمية الهنغارية للعلوم في العاصمة الهنغارية بودابست: «أهمية السعودية ليست فقط في مجال المياه. إذ تعتبر المملكة بلداً ذا أهمية كبيرة استراتيجياً وسياسياً واقتصادياً وعلى مختلف الأصعدة، ولكن إذا حصرنا الحديث على مشكلة المياه، فكما يعلم الجميع، فإن أفقر منطقة في العالم من حيث الثروة المائية هي منطقة الشرق الأوسط، والسعودية تعد الأكثر شحاً في المياه بالمنطقة، ولذلك نولي المياه اهتماماً كبيراً. إذ نؤمن بأن الخطر الأكبر الذي يهدد السعودية مستقبلاً هو خطر ندرة المياه، فالماء عامل أساس للبقاء على قيد الحياة، ويرتبط بكل ما هو حي». وأشار إلى أنه على رغم ذلك لا يمكن اعتبار الاهتمام العالمي بالمياه يتماشى مع الحجم الحقيقي للأزمة: «أعتقد أن العالم لا يولي المياه الاهتمام الكافي، أو الاهتمام الذي يتطلبه الأمر، ولذلك أقدر الاهتمام الذي توليه هنغاريا للأمر وطريقة إدارتها لأزمة المياه، وهو - بحسب رأيي - يدخل نشر الوعي المجتمعي بأزمة المياه ضمن أركان إدارة الأزمة، وفي السياق ذاته تتلاحم جهود الجهات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية في منح أزمة المياه أهمية كبرى لترشيدها والمحافظة عليها، وأعتقد أن المملكة ستعطي المياه في المستقبل القريب اهتماماً أكبر». وأضاف: «أعتقد أن أهمية المياه أكبر بكثير من أهمية النفط، لذلك ربما حان الوقت لإنشاء مجلس أعلى للمياه في السعودية». ورداً على سؤال ل«الحياة» حول تأثير التوتر الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، التي وصفها ب«الأفقر مائياً»، قال: «لست من اعتبر منطقة الشرق الأوسط الأفقر، فذلك رأي الخبراء والعلماء الذين أكدوا أن المنطقة تعد الأفقر عالمياً بالنسبة للمياه، ولكن أعتقد شخصياً أن أي شعب يجد نفسه يعاني العطش والجوع ستتولد لديه اضطرابات، ولذلك المياه مصدر كل نعمة، فهي مصدر الأمن الغذائي، ولذلك أعتقد أن أمن أية دولة يرتبط بالأمن المائي». واعتبر الأمير خالد أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - حين أطلق جائزته العالمية للمياه، أطلقها للإسهام في حل أزمة المياه في العالم كله وليس في السعودية فقط، من خلال حث الباحثين والعلماء المتخصصين من مختلف بقاع الأرض على بذل جهودهم لخدمة الإنسانية جمعاء. وعن مدى إقبال الباحثين والعلماء العرب على المشاركة في الجائزة، خصوصاً وأن حصة الأسد من ناحية عدد الفائزين بمختلف فروع الجائزة نالها علماء وباحثون غربيون، قال الأمير خالد ل«الحياة»: «جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه هي جائزة عالمية، يتم تقويمها من خلال جامعة الملك سعود ولكن بمشاركة فرق عالمية تتعدى المئات، يقومون بتحليل البحوث والمشاركات، والتي تأتي من خلال جامعات معتمدة عالمياً، وهناك بعض العرب يشاركون في الجائزة والتي أتمنى أن تسهم في تطوير البحث العلمي في مجال المياه». وعما إذا كان راضياً عما حققته الجائزة من الأهداف المرسومة لها، قال ل«الحياة»: «أعتقد أنه لا يجوز لكل أعضاء الجائزة أن يرضوا بما تم تحقيقه إلى الآن، إذ علينا الاستمرار في تطويرها وفي دعم الأبحاث للرقي بمستواها، وأعتقد أن الأبحاث المهمة والمنطقية علينا أن ندعمها مادياً للوصول إلى الحلول المستقبلية». وأضاف الأمير خالد بن سلطان عن دعم حكومة المملكة للجائزة خلال حديثه إلى «الحياة»: «الدعم الحكومي الكبير الذي تقدمه حكومة المملكة معروف للقاصي والداني، ولكن عظمة المملكة العربية السعودية برجالاتها التي تقدم من الأعمال الخيرية ما يدعم القوة الاقتصادية للمملكة». وأقام الأمير خالد بن سلطان - بعد انتهاء اجتماع مجلس أمناء جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه - مأدبة غداء حضرها نخبة من المشاركين في قمة بودابست للمياه، كان من بينهم رئيس المجلس الاستشاري للماء والتطهير لدى الأمين العام للأمم المتحدة الأمير الحسن بن طلال.