دعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي أمس قوات نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلي المعارضة إلى الالتزام ب «الوقف الشامل لإطلاق النار» لمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك منتصف الأسبوع المقبل. وأكد الأمين العام لكل من الجامعة العربية نبيل العربي ومنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو في نداء مشترك على ضرورة «حقن دماء السوريين وللتخفيف من معاناتهم القاسية ولإفساح المجال أمام منظمات الإغاثة للقيام بواجباتها وتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمناطق المنكوبة في جميع الأراضي السورية». وقالا أن التزام جميع الأطراف السورية المتحاربة مثل هذه الهدنة «يوفر الفرصة لإطلاق بادرة أمل لجميع أبناء الشعب السوري بتحقيق الوقف الشامل لأعمال القتال والعنف والاستفادة من الجهود والزخم الدولي المتاح حالياً لترتيب انعقاد مؤتمر «جنيف- 2» في أقرب الآجال»، و «البدء بوضع مسار الأزمة السورية على طريق التسوية السلمية وفقاً للإطار الذي تم الاتفاق عليه في جنيف - 1». واعتبرا بيان جنيف الصادر في 30 حزيران (يونيو) العام الماضي ويتضمن تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة «المخرج الوحيد للخروج من النفق المظلم لهذه الأزمة، وبما «يحقق تطلعات الشعب السوري». وناشد العربي وإحسان أوغلو جميع الأطراف والقوى الإقليمية والدولية الفاعلة المعنية بمجريات الأزمة السورية إلى دعم ندائهما و «بذل الجهود المشتركة لحث جميع الأطراف العسكرية والمدنية السورية على الالتزام بإعلان الهدنة والوقف الشامل لإطلاق النار». وأعربت الجامعة والمنظمة عن أملهما بأن تستجيب الأطراف السورية المتحاربة لهذا النداء بوقف إطلاق النار خلال هذه المناسبة الدينية المباركة. وكان نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي قال بعد اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين أول من أمس، إن الجامعة ستعمل في الفترة الحالية على مساعدة المعارضة السورية لتكون جاهزة بوفد يشكل أكبر عدد من التيارات المعارضة في الداخل والخارج، ذلك ضمن التحضير لمؤتمر «جنيف- 2». وأكد بن حلي أن الجامعة ما زالت تؤمن بأن الحل السياسي هو الأساس لحل الأزمة السورية، مشيراً إلى تحديد 15 تشرين الثاني (نوفمبر) موعداً لمؤتمر «جنيف- 2». وقال إنه قد يتأخر لأسبوع أو أسبوعين إلا أنه من المأمول أن يجري قبل انقضاء الشهر المقبل. وكان العربي قال في كلمة ألقاها أمام المندوبين إن هناك مشاورات حول وفد المعارضة السورية إلى جنيف، مشيراً إلى أن الأمر قد يقتضي بعد أن تستكمل تلك المشاورات عقد اجتماع لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري لبحث تحضيرات المؤتمر وسبل توفير الدعم والرعاية ل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وأوضح العربي أنه تحادث هاتفياً مع المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي الذي قال إنه سيكون موجوداً في القاهرة في أواخر الشهر الجاري للمزيد من المشاورات. كما استقبل العربي أمس مبعوثاً من الحكومة الإسبانية التي تعتزم تنظيم مؤتمر المعارضة السورية للتحضير لمؤتمر «جنيف- 2». إلى ذلك، دعت «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي» النظام السوري وجميع القوى التي تمارس العمل المسلح إلى وقف أي إجراء أو عمل عسكري والتوافق على «هدنة موقتة لوقف إطلاق النار والالتزام بها». وزادت في بيان أن «الالتزام بهذه الهدنة ووقف القتال وسريانه على كامل الأراضي السورية ستكون أولى الخطوات التي قد تهيئ مناخاً مناسباً على طريق الحل السياسي تمهيداً لعقد مؤتمر «جنيف-2».