احتدم التجاذب الحاد بين حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني وخصومها الأصوليين، إذ اتهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف صحيفة «كيهان» المتشددة بفبركة تصريحات نُسِبت إليه، مسبّبة له وعكة صحية استدعت إدخاله مستشفى. من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الإيرانية أن ظريف ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل «أكدا» خلال اتصال هاتفي ضرورة «تعزيز التعاون بين المعنيين بشؤون الحجّ، لإقامة مناسك الحج هذه السنة في أروع شكل ممكن». وأشاد ظريف ب «الخدمات القيّمة التي تقدمها السعودية لحجّاج بيت الله الحرام»، معتبراً أن «ملتقى الحجّ فرصة قيّمة لترسيخ أسس التعاون بين الدول الإسلامية وتعزيز مبادئ الأخوة بين المسلمين». على صعيد الملف النووي الايراني، أعلن رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني أن لدى بلاده فائضاً «لا تحتاجه» من اليورانيوم المخصب، لافتاً إلى أنها قد «تناقش» الأمر خلال جولة المفاوضات مع الدول الست المعنية بملفها النووي، في جنيف منتصف الشهر، ربما في إطار تجميد محتمل للتخصيب بنسبة 20 في المئة. ووصف المحادثات بأنها «نافذة فرصة» لتسوية الملف، مضيفاً: «هذه ليست صفقة تجارية، بل ترتبط ببناء الثقة». واعتبر أن تسوية الملف النووي «ممكنة خلال فترة وجيزة جداً». وكانت «كيهان» التي عيّن مرشد الجمهورية علي خامنئي رئيس تحريرها حسين شريعتمداري، نقلت عن ظريف قوله إن الاتصال الهاتفي بين روحاني والرئيس الأميركي باراك أوباما «لم يكن مناسباً»، وأن وزير الخارجية الإيراني «أخطأ» بإجرائه في نيويورك «محادثات مطولة» مع نظيره الأميركي جون كيري. وأصرّت الصحيفة على روايتها لما قاله ظريف خلال جلسة للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الأحد الماضي، علماً أن الناطق باسم اللجنة النائب حسين نقوي حسيني أكد أن التصريح المنسوب إلى ظريف ليس وارداً في تقرير اللجنة عن الجلسة. واتهم ظريف الصحيفة بتحوير كلامه خلال الجلسة، لافتاً إلى احتدام «معارك سياسية» في البلاد. وأعلن أنه سيمتنع عن حضور أي جلسة استماع سرية في البرلمان، وسيدلي فقط بتصريحات علنية، تجنّباً لتحويرها. وكتب ظريف على موقع «فايسبوك» أنه شعر بعدما قرأ مانشيت «كيهان» الثلثاء، ب «ألم شديد في الظهر والرجلين، بحيث عجزت عن المشي أو الجلوس». وأضاف أنه ألغى مواعيد في مقرّ وزارة الخارجية، لكن «أربع - خمس ساعات راحة لم تحلّ المشكلة»، فتوجّه إلى مستشفى حيث «أظهرت صورة رنين مغناطيسي أن مشكلتي سببها إرهاق وتشنّج عضلات، وستُسوّى من خلال ممارسة الرياضة». وأسِف لأن «تُلخّص ساعة ونصف ساعة من المحادثات الجدية والصريحة والخاصة، بأربع عبارات لا يتماشى مضمونها مع ما قلته». وانتقد مَنْ ينصبّون أنفسهم «قضاة على نزاهته»، مندداً بسلوك «مَنْ يدعون الولاء للمرشد». وسأل: «ألم يتبيّن لهم أنه (المرشد) كان جعل موقفه أكثر وضوحاً، لو أراد ذلك؟». وعلى رغم نفي الناطق باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية تقرير «كيهان»، أصرّت الصحيفة على روايتها، معتبرة أن «اعتراف» ظريف «أسقط خط التسوية» مع الولاياتالمتحدة. وبعد مشاركته في جلسة لمجلس الوزراء أمس، رأى ظريف أن زيارة نيويورك «حقّقت نصراً ضخماً للنظام» الإيراني، مضيفاً: «لا أسمح بالمسّ بإنجازات الوفد الإيراني خلالها». وأشار إلى أن مواقفه كانت «واضحة جداً». وسُئل عن تقرير «كيهان»، فذكّر بأن الخارجية «كذّبته». في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر نوبخت، أن السلطات تدرس اقتراحاً لإطلاق الزعيمين المعارضين مير حسين موسوي ومهدي كروبي الخاضعين لإقامة جبرية منذ العام 2011. وحضّ روحاني الشرطة على أن تكون متساهلة في المسائل الاجتماعية، خصوصاً ارتداء الحجاب. وقال خلال تخريج شرطيين: «إذا وَجَبَ توجيه تحذير، على الشرطة أن تكون آخر من يعطيه. على نسائنا أن يشعرن بأمان وارتياح بوجود قوات الشرطة». ورأى وجوب تعليم احترام اللباس الإسلامي «في المدارس والجامعات والمساجد».