استنفرت السلطات المصرية عشية عمليات مسلحة استهدفت مراكز أمنية وحكومية وسقط خلالها عشرة قتلى من الشرطة والجيش، فقاد رئيس الحكومة حازم الببلاوي اجتماعاً أمنياً، فيما تبنت مجموعة تدعى «كتائب الفرقان» إطلاق قذيفتي «آر بي جي» على محطة القمر الصناعي في القاهرة فجر أول من أمس، وتوعدت الإعلام ب «القضاء عليه». وعرضت المجموعة شريطاً مصوراً لمجموعة من الملثمين قالت إنهم ينتمون إلى «قواتها الخاصة» خلال تنفيذهم الاعتداء. وأعلنت في بيان «استهدافها للمركز الرئيسي للأقمار الصناعية في المعادي، مسجد الضرار ولسان سحرة فرعون، بقذيفتين صاروخيتين ليعلم إعلام الكفر أننا قادمون وعلى وشك القضاء عليه، ولنرسم لجميع إخواننا خطوات واضحة يسيرة في طريق الجهاد يسهل محاكاتها والسير حذوها». واعتبرت أن «المعركة الدائرة اليوم معركة مصير... مع قوى الكفر التي عقدت النية على محاولة استئصال الإسلام على أرض مصر»، منددة بمن «مازالوا يتبعون منهج السلمية الذي ما أنزل الله به من سلطان». واعتبرت أن النظام «عدو الله ورسوله، وضباطه وجنوده... كفرة مرتدون حتى يرجعوا، ولا تأخدكم رأفة بهم». وكانت «كتائب الفرقان» تبنت اغتيال العقيد في الجيش محمد الكومي مطلع الشهر على طريق القاهرة - الإسماعيلية، كما تبنت محاولات لاستهداف المجرى الملاحي لقناة السويس. في المقابل، اعتبر وزير الأوقاف محمد مختار جمعة أن «كل صامت تجاه هذا الإرهاب الأسود شريك فيه بصمته». وقال في بيان إن الأعمال «الإجرامية الإرهابية الغاشمة» الموجهة ضد الشعب المصري وقواته المسلحة «تتنافى مع جميع الشرائع السماوية والقيم الأخلاقية والوطنية». وأضاف: «آن الأوان لكل القوى السياسية والدعوية والمجتمعية الوطنية أن تعلن إدانتها لهذه الأعمال الإجرامية الغاشمة، وأن يرفع الجميع أي غطاء فكري أو مادي أو معنوي عن هذه الجماعات، وإلا فكل صامت تجاه هذا الإرهاب الأسود شريك فيه بصمته». وقدم التعازي لأسر الضحايا، متمنياً الشفاء للمصابين منهم. واجتمع رئيس الوزراء صباح أمس مع وزير الداخلية محمد إبراهيم، قبل أن يترأس اجتماع اللجنة الأمنية الذي حضره الأخير ورئيس جهاز الاستخبارات الحربية اللواء محمود حجازي وعدد من الوزراء، وناقش وفقاً لبيان رسمي «تطورات الوضع الأمني في البلاد في أعقاب الأحداث الأخيرة». وعرض الاجتماع «تقريراً قدمه وزير الداخلية عن الوضع الأمني والجهود التي تبذلها أجهزة الأمن، كما عرض وسائل توفير الأمن للسياح في المناطق السياحية». وكانت سلسلة عمليات مسلحة وقعت أول من أمس آخرها هجوم بالرشاشات على قوة تأمين منفذ جمركي في بورسعيد، ما أدى إلى مقتل جندي متأثراً بطلق ناري في البطن وجرح آخر. واستمعت نيابة جنوبسيناء إلى عدد من المصابين جراء التفجير الذي استهدف مبنى مديرية أمن جنوبسيناء وأسفر عن تحطم جانب كبير منه ومقتل 3 أشخاص وجرح العشرات، إذ أكد المصابون الذين سمحت حالتهم الصحية باستجوابهم أنهم فوجئوا بإحدى سيارات الدفع الرباعي تقتحم بوابة المديرية مباشرة قبل وقوع انفجار مدوٍّ. وأظهرت معاينة النيابة لمكان الانفجار وقوع أضرار بالغة بمبنى مديرية الأمن وتحطم وإتلاف كل سيارات الشرطة الموجودة داخل محيط المبنى وانصهار هياكل بعضها وبعض الدراجات النارية، والعثور على ثلاث جثث وأشلاء آدمية جراء العملية. وأدت آثار الموجة الانفجارية إلى تحطم أجزاء من واجهات مبنى المحافظة في الجهة المقابلة. وأحدث انفجار السيارة المفخخة فجوة كبيرة في الأرض في موقع الانفجار، فيما لا يزال خبراء مصلحة الأدلة الجنائية يفحصون المكان ويأخذون عينات لمعرفة ملابسات الاعتداء وكيفية حدوث الانفجار والمواد المستخدمة فيه. إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية تحديد المشتبه بتورطهم في محاولة اغتياله في 5 أيلول (سبتمبر) الماضي، ملمحاً إلى مشاركة عناصر من قطاع غزة ومصريين في الهجوم الانتحاري الذي استهدف موكبه. وأكد في تصريح تلفزيوني أنه «سيتم كشف أسماء منفذي المحاولة خلال أيام». في المقابل، استمر أمس تصعيد جماعة «الإخوان المسلمين»، إذ شارك مئات من عناصرها في تظاهرات تخللتها اشتباكات مع معارضيها في عدد من الجامعات، كان أعنفها في جامعة المنصورة (دلتا النيل)، سقط خلالها عشرات الجرحى، وسط ترقب لما ستؤول إليه دعوات الجماعة إلى تنظيم تظاهرات جديدة يوم الجمعة المقبل، تزامناً مع مرور 100 يوم على عزل الرئيس السابق محمد مرسي. وتنوي الجماعة تجديد محاولاتها لاقتحام ميدان التحرير، وهو الأمر الذي تعهدت أجهزة الأمن أكثر من مرة «الحؤول دون حصوله».